شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"تغيير جبهات ونقل الضغط إلى الحدود الإيرانية"... رسائل الغواصة الإسرائيلية في الخليج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 22 ديسمبر 202007:47 م

ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن غواصة تابعة للبحرية الإسرائيلية عبرت من البحر المتوسط عبر قناة السويس المصرية في الأسبوع الماضي، متجهة إلى مياه الخليج العربي المعروفة بـ"صعوبة استقبالها للغواصات التقليدية".

وأفادت قناة "كان" الإسرائيلية أن إرسال الغواصة الى مياه الخليج يُعد رسالة مباشرة إلى إيران، فيما حذر محللون من استخدام المحافظين في طهران هذه الخطوة لإثارة النعرة القومية.

وكانت تقارير دولية قد أشارت إلى أن أحد أهداف التطبيع خلق تحالف بحري بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج من أجل السيطرة على الممرات البحرية، هدفه مواجهة إيران، ومن ورائها الصين وروسيا.

بحسب ما ورد في القناة الإسرائيلية، فإن مسؤولين استخباراتيين عرب أكدوا أن الغواصة الإسرائيلية عبرت قناة السويس باتجاه إيران بشكل واضح فوق الماء، في عمل يُقصد به إرسال رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وعلى ما يبدو أن هذه الخطوة تم التنسيق لها مع الولايات المتحدة، إذ عبرت غواصة نووية أمريكية مضيق هرمز في 21 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، في رسالة مماثلة إلى إيران في ذكرى مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني.

وأعلنت البحرية الأمريكية التي لا تكشف عادة عن وجود غواصاتها في جميع أنحاء العالم أن الغواصة النووية "USS Georgia" تحمل 154 صاروخ كروز من طراز "توماهوك" و66 جندياً من القوات الخاصة.

وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بشكل كبير بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بينما تعهدت إيران بالانتقام من إسرائيل بعد اتهامها بالوقوف وراء الحادثة. وردت تل أبيب، بدورها، برفع مستوى اليقظة في بعثاتها الدبلوماسية في الخارج.

وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أن تل أبيب سوف تنفذ رداً قاسياً على أي محاولة لإيذاء إسرائيل أو مواطنيها. وقال كوخافي: "إذا نفذت إيران وشركاؤها من المحور الراديكالي... هجوماً على دولة إسرائيل، سيدفعون ثمناً باهظاً للغاية، الجيش الإسرائيلي سيهاجم أي شخص يشارك بشكل جزئي أو كلي، عن قرب أو عن بعد، في أي عمل ضد دولة إسرائيل أو أهداف إسرائيلية".

الرسائل

قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية وقضايا الصراع الدولي والمستشار السابق لدى الأمم المتحدة أنس القصاص، في حديث لرصيف22، إن إرسال غواصة إسرائيلية إلى الخليج العربي كان متوقعاً، مشيراً إلى أن هدف التطبيع بالأساس هو تسهيل دخول الجيش الإسرائيلي إلى الخليج بأسرع وقت.

ولفت القصاص إلى أن هدف الإمارات من اتفاقية التطبيع أساساً هو تعزيز سياسة ردع إيران، معتبراً أن ذلك في المقابل سيؤدي إلى إثارة التوتر مع طهران، وليس العكس، إذ لا يمكن أن تقبل الأخيرة بالوجود الإسرائيلي في هذه المنطقة وسوف تستغله داخلياً.

"مياه الخليج هي منطقة عمليات الحرس الثوري وليس الجيش الإيراني، وهذا يعني أن المحافظين سيرون في الغواصة تهديداً، وسوف يعززون بالتالي قواتهم، كما أن النزعة القومية المحافظة ستتم إثارتها، لأن الخصم بات على الأبواب وليس في سوريا"

وقال القصاص: "الوجود الإسرائيلي يعني مزيداً من التوتر، وهذا يدفع واشنطن إلى تعزيز قواتها وليس تقليلها كما كان متوقعاً، وسيكلف إدارة الرئيس الأمريكي القادم جو بايدن التي ستزيد الضغط على طهران".

ولفت القصاص إلى أن مياه الخليج هي منطقة عمليات الحرس الثوري وليس الجيش الإيراني، وهذا يعني أن المحافظين سيرون في الغواصة تهديداً، وسوف يعززون بالتالي قواتهم، كما أن النزعة القومية المحافظة ستتم إثارتها، لأن الخصم بات على الأبواب وليس في سوريا".

وفي رأي القصاص، فإن الوجود الأمريكي والإسرائيلي تحديداً يعني نقل دائرة الضغط من الجبهات في سوريا ولبنان وغزة مع الحدود الإسرائيلية إلى الحدود الإيرانية، وهذا يمثل تراجعاً لطهران.

ومن المقرر أن تشهد إيران في الصيف المقبل انتخابات رئاسية، إذ يتخوف محللون من صعود التيار المحافظ في ظل سياسة التصعيد الأمريكية والإسرائيلية التي يستغلها المحافظون داخلياً.

مواجهة الصين

كانت تقارير دولية توقعت قدوم قوات إسرائيلية إلى الخليج ليس لمواجهة إيران فحسب ولكن الصين، معتبرين أن الهدف الخفي من اتفاق التطبيع هو مواجهة مخطط طريق الحرير الصيني.

في آب/ أغسطس الماضي، ذكر تقرير نشرته جريدة "South China Morning Post " للصحافي الباكستاني المختص في الشؤون الدولية توم حسين أن أحد أهم أهداف الولايات المتحدة من التطبيع بين دول الخليج وإسرائيل هو تشكيل تحالف لبسط السيطرة على الممرات البحرية، ما يُعطّل هدف الصين من إنشاء مبادرة "الحزام والطريق" في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وشرق البحر المتوسط.

بين تعزيز "سياسة الردع" في الخليج، وبين خلق تحالف أمني بحري بمواجهة إيران ومن خلفها الصين وروسيا... ما أبرز رسائل الغواصة الإسرائيلية التي أُعلن عن مرورها عبر قناة السويس المصرية متجهة إلى مياه الخليج؟

بحسب الصحيفة، فإن الاتفاق الذي أُعلن في 13 آب/ أغسطس الماضي يهدف إلى خلق تحالف أمني بحري غرضه الأول مواجهة التهديدات الإيرانية للملاحة التي تمر عبر مضيق هرمز عند مدخل الخليج الغني بالنفط والغاز، وعند مضيق باب المندب بين اليمن والقرن الإفريقي في الطريق من المحيط الهندي إلى قناة السويس.

ولفتت الى أن الهدف الخفي هو الصين، مشيرة الى أن هذين الممرين، إلى جانب مضيق ملقا وهو شريط مائي بين شبه جزيرة ماليزيا وجزيرة سومطرة الإندونيسية، يشكلون الممرات البحرية الاستراتيجية الثلاثة التي تعتبرها بكين "مسألة حياة أو موت" لاقتصادها.

وبحسب هذا التقرير، فإن جزيرة سقطرى اليمنية التي تخضع للسيطرة الإماراتية حالياً ستكون مركزاً لعمليات التحالف الجديد الذي يعيق التمدد الصيني.

وينقل التقرير المذكور عن الباحث في العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط في جامعة أكسفورد صموئيل راماني قوله إن "الصفقة الإسرائيلية الإماراتية تهدف جزئياً إلى إضفاء الطابع الرسمي على التعاون في مجال الأمن البحري ومكافحة التهديدات لطرق الإمداد الحيوية".

وفي السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت الحكومة الروسية عن اتفاقية مع السودان لإنشاء "مركز لوجستي" للبحرية الروسية في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.

وسوف يستقبل المركز الذي وصفته تقارير إعلامية بقاعدة حربية ما لا يتعدى الأربع سفن، بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية، على ألا يتجاوز عدد الأفراد العسكريين في القاعدة الثلاثمئة.

وستحصل روسيا، بموجب الاتفاقية، على حق استيراد وتصدير عبر الموانئ والمطارات السودانية "أي أسلحة وذخائر ومعدات" لازمة "لتشغيل المنشأة وأداء مهام السفن الحربية"، دون تحصيل رسوم استيراد أو تصدير وتتمتع بالحصانة من أعمال التفتيش والاعتقال، كما تنص على نقل أسلحة خاصة بالدفاع الجوي إلى المنشأة البحرية في بورتسودان لحمايتها.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard