شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
محللي السياسي المفضل، روجر ووترز… حين يسخر الإيرانيون من أخبارهم

محللي السياسي المفضل، روجر ووترز… حين يسخر الإيرانيون من أخبارهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 9 ديسمبر 202004:16 م

"قال الخبير في الشؤون السياسية، روجر ووترز، في حديثه إلى القناة التلفزيونية Russia Today، إن بايدن شخص غير موثوق به." هكذا عرّفت مقدمة الأخبار في قناة "خبر" التلفزيونية الإيرانية في نشرتها الصباحية يوم أمس، الثلاثاء، الثامن من الشهر الحالي، المغني والملحن البريطاني، روجر ووترز، وأحد مؤسسي فرقة "بينك فلويد" الشهيرة، ليُبثّ مقطعٌ من حواره مع القناة الروسية يتحدث فيه عن وضع العالم مع فوز المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن.

يذكر ووترز في معرض حديثه أن وضع العالم كان سيصبح أسوأ بكثير مع فوز ترامب، ولكن هذا لا يعني أن بايدن شخص جدير، فهو من مناصري الحرب.

ومع أن القناة أصلحت خطأها في نشرة منتصف النهار من نفس اليوم بأنه "ناشط في مجال الموسيقى الاجتماعية السياسية"، ولكن منذ لحظة بثّ الخبر، بدأ كثير من الإيرانيين فوراً بتداول الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر، وسخروا من معلومات القناة الإخبارية الرسمية في إيران. وكعادتهم في إيران، نشروا عشرات النّكت عن الموضوع، وعشرات التعليقات.

غردت إيرانية على تويتر: "لم أتخيل أن أشاهد روجر ووترز في أي من العوالم الافتراضية والموازية والمتنافرة إلا في قناة (خبر)."

وبما أنه كان يظهر في خلفية ووترز، جهاز "ميكس" وجزء من آلة الغيتار باس، كتب أحد المغردين في تويتر: "لا أحد في التلفزيون تساءل ماذا يفعل جهاز مزج الأصوات والغيتار في غرفة المحلل السياسي."، وغردت أخرى: "لم أتخيل أن أشاهد روجر ووترز في أي من العوالم الافتراضية والموازية والمتنافرة إلا في قناة (خبر)." في حين غرد آخر: "حتى (ديزني بلاس) لم يكن بإمكانه أن يقدّم لنا مثل هذا المحتوى الخيالي!"، وكتبت أخرى مستغربة: "ثلاثة مليارات تومان سنوياً ولا أحد في تلك المخروبة يعرف من هو روجر ووترز!".

وقد آل الأمر إلى أن إحدى المغردات على تويتر نشرت صورة لصفحة روجر ووترز على موقع ويكيبيديا الفارسي، وقد أضيف في تعريفه إلى جانب ألقابه الموسيقية، "المحلل السياسي".

"ليت Russia Today تتحدّث مع كاتي بيري وسيلينا غوميز كخبيرات في قضايا شباب الشرق الأوسط."؛ "محللي السياسي المفضل، روجر ووترز!"؛ "الخبير في الشؤون السياسية مع غيتار باس في الخلفية"، هذه الجمل والتعليقات الساخرة إلى جانب العديد من مثيلاتها نُشرت منذ لحظة بث الخبر على تويتر.

بما أنه مازال عرض الأدوات الموسيقية ممنوعاً في التلفزيون الإيراني، ولا يُبثّ إلا أصواتها على الشاشة إلا أن الإيرانيين تمسكوا بالجزء الظاهر من غيتار روجر ووترز لينفسوا عن خيبتهم القديمة

وبما أنه مازال عرض الأدوات الموسيقية ممنوعاً في التلفزيون الإيراني، ولا يُبثّ إلا أصواتها على الشاشة إلا أن الإيرانيين تمسكوا بالجزء الظاهر من غيتار روجر ووترز لينفسوا عن خيبتهم القديمة: "بفضل بينك فلويد استطعنا أن نشاهد نصف غيتار على الشاشة!" وجاء في إحدى النكت المتداولة: "تعلّمْ من روجر ووترز؛ درس العلوم السياسية، ولكنه واصل فنّه أيضاً."

جاء كل هذا بينما يتمتع روجر ووترز وفرقة "بينك فلويد" البريطانية في إيران بشهرة وشعبية، لاسيما بين الشباب من أصحاب ومتابعي الفنّ، والوسط الذي يكوّن يساراً جديداً في الفن في إيران اليوم وعدده ليس بقليل، وقد بات اسم روجر ووترز متداولاً لعدة مرات خلال السنوات الأخيرة على ألسنة الإيرانيين لنشاطات ربطت اسمه بإيران، وليس فقط لمناصرته لقضايا الشعوب المضطهدة وقضية فلسطين ومعاداته للصهیونیة والرأسمالية كما هو معروف عنه.

في السنة الماضية تناولت المواقع الإخبارية والفنية في إيران خبر تعاونه مع المخرج الإيراني الكردي بَهمن قُبادي، ليكون ووترز منتجاً لفيلمه الجديد الذي تدور أحداثه حول حياة مطرب كردي في إسطنبول. كما قد شارك المطرب الإيراني محمد معتمدي في عملٍ لفرقة "تريو جبران" الفلسطينية إلى جانب روجر ووترز عام 2018، واحتفى الإيرانيون بذلك. وقبل ذلك بعدة سنوات، أي خلال الحركة الخضراء الاعتراضية في إيران عام 2009، سمح ووترز بإعادة كتابة وغناء أغنيته الشهيرة "Another Brick in the Wall" على يد فرقة "BlerdVision" الموسيقية الإيرانية في كندا اعتراضاً على مواجهة النظام لهذه الحركة، بل شجعهم على ذلك.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard