شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"سنرتدي دماء الناس وجراحهم؟"... حقائب يد مصنوعة من زجاج حطّمه انفجار بيروت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 8 ديسمبر 202011:42 ص

تحت عنوان "نور بيروت" أو "ضوء بيروت" (The Light of Beirut)، أطلقت إحدى العلامات التجارية اللبنانية (VANINA) المختصة ببيع الاكسسورات وحقائب اليدّ مجموعة مصنوعة من الزجاج المُدمّر نتيجة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020.

وأهدت العلامة التجارية مجموعتها هذه إلى "ناس بيروت، وشوارعها، وبيوتها، وحياتها، وجمالها، وتراثها، وصمودها، وطاقتها، ونورها، وأملها".

من الأعمال التي ضمّتها المجموعة حقيبة يد Silo المصنوعة من حطام زجاج نتيجة الانفجار الذي قتل أكثر من مئتي شخص وأوقع نحو 6500 جريح/ة ودمّر حوالى 60 ألف منزل ومكتب. وكتبت العلامة تجارية في وصف الحقيبة أنها صُنعت "تقديراً إلى عزيزتنا بيروت". 

وتابعت في وصف الحقيبة اليدوية الصنع: "صُنعت يدوياً من الزجاج المُحطّم نتيجة انفجار بيروت في الرابع من أغسطس"، مُشبهةً "القطعة المتلألئة" بمخازن المرفأ الأيقونية.

وتبلغ سعر الحقيبة 550 دولاراً أمريكياً، ولفتت العلامة التجارية إلى أن 25% من سعر القطع يذهب إلى "مبادرة بيروت للتراث" التي أطلقتها مؤسسات من المجتمع المدني اللبناني من أجل ترميم التراث في بيروت. وتراوح أسعار الحقائب بين 480 و600 دولار أمريكي. 

وقوبلت The Light of Beirut بانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي إذ اعتبر البعض أنها "تجارة على حساب مصائبنا".

وتساءل آخرون: "سنرتدي دماء الناس وجراحهم؟ إلى أي مدى عليك أن تكون بلا إحساس لتجني الأموال من هذا؟ الأمر مخزٍ ومقرف بالفعل".

ومما قيل أيضاً: "بعد جريمة المرفأ، البعض لا يتردد بالمتاجرة على حساب دم وأرواح الضحايا"، وعلّقت مغردة على تويتر: "الأمر جميل لإعادة تدوير الزجاج ولكن ببيعها بهذه الأسعار؟ هذه استفادة من جراح الناس، والمتأثرون بالفعل لن يستطيعوا الشراء".

"سنرتدي دماء الناس وجراحهم؟ إلى أي مدى عليك أن تكون بلا إحساس لتجني الأموال من هذا؟"... انتقادات لعلامة تجارية لبنانية بعد إطلاقها مجموعة من حقائب اليدّ المُصنّعة يدوياً من زجاج حطّمه انفجار بيروت في الرابع من آب/أغسطس

وبعد تلقيها هذه التعليقات وأُخرى مُشابهة، أعلنت VANINA في 7 كانون الأول/ديسمبر سحبها المجموعة من موقعها الإلكتروني، مقدمةً اعتذارها بالقول: "استمعنا إليكم. قصدنا من المجموعة أن نرسل رسالة أمل. شعرنا أنها جرحت بعضكم ونعتذر إن كانت رسالتنا قد أُسيء فهمها. قررنا سحب المجموعة. نُرسل لكم كل الحبّ والقوّة". 

تذكرنا التعليقات التي تلقتها العلامة التجارية بتعليقات وردت إلى منصة "شاهد" التابعة لمجموعة قنوات MBC والتي كانت قد أصدرت مسلسلاً من 15 حلقة بعنوان "بيروت 6:07" بعد نحو شهرين من الانفجار، وهو ما اعتبره البعض "مهيناً لأرواح الضحايا ومستغلاً لوجع أهلهم"، خاصةً أنه متوفر على "شاهد VIP" مقابل اشتراك. 

تبلغ سعر إحداها 550 دولار أمريكي... انتقادات لعلامة تجارية لبنانية بعد إطلاقها مجموعة من حقائب اليدّ المُصنّعة يدوياً من زجاج حطّمه انفجار بيروت في الرابع من آب/أغسطس

ولكن...

على النقيض، استغرب البعض الانتقادات التي طالت VANINA، معتبرين أنها ترسل "رسالة أمل". تساءلت إحدى المُدافعات: "لماذا لا ترون الموضوع من زاوية أنه صُنع شيء جميل من رعب عشناه؟ أو أنها محاولة لإعادة تدوير الزجاج المُحطّم؟ لماذا السلبية والغضب طوال الوقت". 

وتحت اعتذار العلامة التجارية على انستغرام وإعلانها سحب المجموعة، تلقت مؤسستا VANINA تاتيانا فياض وجوانا حايك مئات الرسائل الداعمة. 

مما كُتب: "يهدف الفن إلى تحويل المشاعر إلى شيء جميل، وهذا بالتحديد ما فعلته المجموعة. من المؤسف أن الناس لم تنظر إليها بهذه الطريقة". واعتبرت أخرى أن المجموعة "مُلهمة ومليئة بالحياة".

وأشارت المدوّنة ريتا دحدح المعروفة بـ"ريري دادا" إلى أن المجموعة جميلة وترمز إلى الصعود مجدداً من رحم الوجع. وتابعت: "في برلين، المدينة بأكملها حوّلت وجعها إلى فنّ. لا أعتقد أنه كان عليكم سحب المجموعة رغم تفهمي للقرار. بانتظار ما هو قادم لكم". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard