شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"الاعتداء الجنسي ليس مثيراً"… دبي تُكرّم ممثل فيلم يدعو إلى العنف الجنسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 30 نوفمبر 202001:23 م

- "لا أحد يملكني، أنا لست غرضاً. لا يمكنك الحصول عليّ بهذه البساطة. تختطفني وتظن أنني ملك لك". 

- "أعرف. لهذا السبب سأمنحك فرصة لتغرمي بي. ليس لأنني أجبرك على هذا، بل لأنك سترغبين في ذلك". 

- "لكنْ لدي حبيب، سيقوم بالبحث عني، ولدي عائلة وأصدقاء. لدي حياتي الخاصة. اطلق سراحي بحق الجحيم…".

- "سأنتظر حتى ترغبي بي. حتى تشتهيني وتأتي بنفسك. لن أقيدك. ولكن لا تستفزيني. لا يمكنني أن أكون رقيقاً. لست معتاداً التساهل مع العصيان". 

هذا جزء من حوار دار بين بطلَيْ فيلم "365 يوماً" البولندي الإيروتيكي والمستند إلى رواية للمؤلفة البولندية بلانكا ليبيسكا. يتبع الفيلم قصة امرأة (ماريا سيكلوكا) يسجنها زعيم مافيا (ميشيل موروني) 365 يوماً على أمل أن تقع في حُبّه.



وُصف الفيلم بـ"الإباحي" لكثرة المشاهد الجنسية التي يتضمنه. كما قيل إنه يدعو للاغتصاب إذ يُعزز ثقافة العُنف مقابل الرفض. ففي مشاهد عدّة لامس زعيم المافيا ضحيته وتحرّش بها جنسياً على أمل "إغوائها". وفي أحد المشاهد، قيّدها لترى بعينيها ما الذي "يفوتها". فأتت امرأة ومارست معه الجنس الفموي أمامها. ويُظهر الفيلم زعيم المافيا سادياً يعشق العُنف ويتفوه بعبارات من قبيل "سأفعل كل ما أريده بك".

ولكثرة المشاهد الجنسية التي اضطلع بها الممثل ميشيل موروني، استهجن فريق كبير من الجمهور تكريمه في الإمارات يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر، وتحديداً ضمن مهرجان ضيافة في دورته الرابعة الذي يُقام في دبي.

ويُعتبر الموضوع جدلياً بعض الشيء لأن الدولة المُكرّمة (الإمارات) لم تُعلن سوى في الشهر الجاري عن مراجعة القوانين الإسلامية السائدة في البلاد والاتجاه نحو تحرير بعض القيود، من بينها قضية "المعاشرة بين غير المتزوجين"، أي إمكانية عيش أفراد من الجنسين معاً خارج إطار الزواج التقليدي.

قيل إن الفيلم يدعو للاغتصاب إذ يُعزز ثقافة العُنف مقابل الرفض. في أحد المشاهد، يقيّد بطل العمل ضحيته لترى بعينيها "ما الذي يفوتها"، فأتت امرأة ومارست معه الجنس الفموي أمامها... تكريم ممثل فيلم يدعو إلى العنف الجنسي في دبي

يدعو إلى الاغتصاب

في سياق متصل نوّه نشطاء وناشطات في قضايا حقوق المرأة بأن على شبكة "نتفليكس" التي تعرض الفيلم حالياً، وتسببت بانتشاره حول العالم واحتلاله المراتب الأولى من حيث المشاهدة، أن تحذّر على الأقل من أن الفيلم يُجمّل الاغتصاب، بعد رفضها سحبه من شبكتها.


وقيل إن "مشاهد الخنق والضرب والدفع العنيف على الجدران علامات لعلاقة مؤذية إلا أن الفيلم يُبيّن أنها رومانسية".

وشددت إحدى الناشطات المُعترضات على الفيلم، كاتلين روبر، على أنه "لا يوجد أي شيء مثير في ممارسة أي فعل قسراً من دون أن يُسمح للطرف الآخر بالموافقة، وأن الاعتداء الجنسي ليس مفترضاً أن يكون مثيراً، بعكس ما يبيّن الفيلم".



وتنتشر مشاهد الفيلم على المواقع الإباحية إذ تتصدر محركات البحث على اعتبار أنها "مثيرة". 

وللمصادفة، يأتي تكريم الممثل في دبي خلال "حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي" وهي حملة دولية تبدأ كل عام في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمرّ حتى 10 ديسمبر/ كانون الأول.

وكانت قد أُطلقت أكثر من عريضة لسحب الفيلم من نتفليكس كونه يضيف طابعاً رومانسياً إلى العنف الجنسي، ولكن الشبكة لم تلتفت للأمر. 

يُظهره الفيلم سادياً يعشق العُنف ويتفوه بعبارات من قبيل "سأفعل كل ما أريده بك"... تكريم ممثل فيلم يدعو إلى العنف الجنسي في دبي

"تكريم ممثل أفلام إباحية"

لا تعد هذه المرة الأولى التي يُكرم فيها الممثل نفسه في هذه السنة بالإمارات، إذ كرّمه رجل أعمال إماراتي في حزيران/يوليو الماضي، مثيراً موجة غضب، لاعتبار أن تكريم ممثل أدى مشاهد جنسية غير مستحب، لا لأن الفيلم يدعو للعنف الجنسي مثلاً. 

من المُنتقدين آنذاك، الصحافي صالح الجسمي، شقيق المُغني حسين الجسمي، الذي علّق: "أتساءل حول ماهية تكريم #ممثل_أفلام_إباحية وهل فكّر في ما سيعود بالضرر على سمعة الدولة؟".

وتابع: "شاهدت الفيلم المكرّم عنه هذا الممثل ولم أستطع مواصلته لأن 75% من محتواه عبارة عن ممارسة جنسية، كان يمكن أن يزور الممثل البلد ويذهب في حال سبيله دون أن يلتفت له أحد. أما أن يكرّم!".

واقترح على من ينوي تكريم أي شخص أن "ينسق مع جهة مسؤولة كوزارة الثقافة أو دائرة السياحة بدبي كي يحصل التحري عن الأشخاص قبل تكريمهم". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard