شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"مسرحية جديدة"؟... ضبط كمية "كافية لنسف الخرطوم" من المتفجرات في السودان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 16 سبتمبر 202007:35 م

أعلنت السلطات الأمنية السودانية أنها ضبطت "أكبر وأخطر خلية متفجرات" في العاصمة الخرطوم، وأنها باشرت التحقيق على نطاق واسع مع عشرات المتهمين، وذلك عقب العثور على "آلاف العبوات الناسفة شديدة الخطورة"، بينها عبوات مصنوعة من مادة نترات الأمونيوم.

وضبطت المواد المتفجرة في 12 كميناً نصبتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن توقيف "41 إرهابياً" ومصادرة "3594 عبوة من أنواع مختلفة من المتفجرات"، قيل إن بينها مادة "نترات الأمونيوم" التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس الماضي.

وأعلن النائب العام للبلاد، تاج السر الحبر، في مؤتمر صحافي في 16 أيلول/ سبتمبر، "العثور على مواد متفجرة وقابلة على أن تشكل خطراً أمنياً على السودان والدول المجاورة"، لافتاً إلى أنه وبعد تحليل المواد المتفجرة من قبل الأدلة الجنائية تبيّن أن كميتها كافية لأن "تنسف العاصمة".

قلق في السودان عقب إعلان العثور على "آلاف العبوات" من المتفجرات شديدة الخطورة، بعضها مصنوع من مادة نترات الأمونيوم التي أدت إلى الانفجار الهائل في مرفأ بيروت

وناشد النائب العام المواطنين "التعامل بدرجة من الوعي والتبليغ عن كل ما يثير الشبهة"، مؤكداً استمرار التحقيقات لا زالت قائمة مع المتهمين لكشف الحقائق.

طبيعة المواد المتفجرة

في الأثناء، فصّل المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، جمال جمعة، الكمية المضبوطة من المتفجرات، قائلاً إنها شملت: "850 لوح TNT و3,594 كبسولة تفجير و13 لفة سلك تسجيل وأربع جوالات (جمع شوال) بودرة نترات".

وأضاف المسؤول الأمني أن جزءاً من هذه المتفجرات استُخدِم من قبل في محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، عبر تفجير موكبه في آذار/ مارس الماضي.

ونبّه جمعة إلى وجود تسريب للمتفجرات من "مناطق رسمية" والإتجار بها عبر "خلايا مغلقة".

ولفت إلى أن التحقيق جارٍ لمعرفة كيفية خروج مثل هذه الكمية من المواد التي يمتلكها الجيش السوداني، مبيناً أن الاستجواب الأولي للمتهمين كشف أن "الكبسولة الواحدة تخرج من مصادرها بثلاثة آلاف جنيهاً وتباع بـ15 ألف جنيه".

وأوضح أن خلايا للإتجار في مثل هذه المتفجرات سبق أن رُصدت خلال الفترة بين 19 آب/ أغسطس الماضي و13 أيلول/ سبتمبر الجاري.

خلال المؤتمر الصحافي، شدد العميد علاء الدين محمد عبد الجليل، خبير المتفجرات في جهاز الأدلة الجنائية السوداني، على أن "المتفجرات (المضبوطة) تشكل خطراً على أمن البلاد"، مضيفاً: "القوات النظامية واعية لذلك".

الخبير السوداني أشار أيضاً إلى "انتشار متفجرات الـTNT ذات استخدام الحربي" بين المواد المضبوطة، متعجباً "كيف وصلت إلى المواطن بغرض التجارة".

"تشكل خطراً أمنياً على السودان وجيرانه"… خبير المتفجرات في جهاز الأدلة الجنائية السوداني يبدي دهشته من وصول "متفجرات حربية إلى المواطن بغرض التجارة"، وناشطون يقولون إن "مسرحية جديدة" خلف الإعلان

إرهاب أم تعدين؟

برغم مساعي الحكومة الحالية لإنهاء التمردات والنزاعات المسلحة القائمة في أنحاء متفرقة من البلاد، والموروثة من عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، أقر النائب العام السوداني بأن "هناك ظاهرة لجماعات إرهابية تؤرق السلطات بالبلاد".

وأدى الإعلان عن ضبط المتفجرات إلى تخوف سودانيين من وقوع تفجيرات إرهابية في البلاد، على الرغم من أن المتحدث باسم قوات الدعم السريع أقرّ في المؤتمر الصحافي بأن أغلب الزبائن هم من العاملين في "التعدين الأهلي"، أي الباحثين عن المعادن، وخاصة الذهب، بدون ترخيص.

على الجانب الآخر، قلل عدد من السودانيين النشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من خطورة الإعلان الأمني عن المتفجرات ورأى بعضهم أن "لا إرهابيين ولا بطيخ. الموضوع كله متفجرات لأغراض التعدين ووصلة تطبيل للدعم السريع". 

وقالت قلة إن الأمر لا يعدو كونه "مسرحية جديدة" هدفها ترهيب المواطنين وشرعنة بسط العسكر نفوذه أكثر، أو ربما هو "مكيدة من العسكر" بغرض الإطاحة بـ"الإسلاميين في الجيش والشرطة" وليس تخويف الشعب. 

وجرى التأكيد على أن نترات الأمونيوم "موجودة في السودان وتستخدم بكثرة في مجالي الزراعة والتعدين" وأن الفوضى في البلاد تُسهّل الحصول عليها من "ضعاف النفوس في الشركات الخاصة أو الجهات الرسمية مثل الجيش والشركة السودانية للموارد المعدنية وغيرهما".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard