شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
شارع

شارع "الشهيد سليماني" في لبنان... متى يُكرّم شهداء الثورة وضحايا انفجار بيروت؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 7 سبتمبر 202006:41 م

احتفى أنصار جماعة حزب الله اللبناني برفع لافتة تحمل اسم الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني على أحد شوارع الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، فيما استنكر آخرون التكريم الذي لم يحظَ بمثله إلى الآن أي من شهداء ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر أو ضحايا انفجار بيروت. 

وتداول ناشطون موالون لحزب الله صوراً للافتة "شارع الشهيد الحاج قاسم سليماني" التي رفعتها بلدية الغبيري على شارع الفانتزي وورلد (fantasy world) سابقاً. وعلقوا عليها بعبارات من قبيل: "شكراً بلدية الغبيري" و"الضاحية الجنوبية تتزين باسم الشهيد" و"خير من تتشرف بأسمائهم شوارعنا"...

على الجانب الآخر، انتقد لبنانيون إقدام السلطات على "تكريم اسم" الجنرال الإيراني الذي قضى في ضربة أمريكية، مطلع العام الجاري، فور وصوله إلى مطار بغداد، وهو متهم بتدبير وتنفيذ تفجيرات وأعمال عنف قضى فيها أشخاص كثر، بينهم مواطنون من لبنان وسوريا واليمن وعدة بلدان عربية أخرى، فيما لم يُطلق اسم أي من الأشخاص الذين ضحوا لأجل بلادهم على أي مَعلم فيها.

وخص الكثيرون منهم ضحايا الرابع من آب/ أغسطس الماضي في انفجار مرفأ بيروت، البالغ عددهم 191، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. بالإضافة إلى ضحايا عنف الأمن والسلطة ضد فعاليات ثورة 17 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، الذين لم يُحصَ عددهم بعدُ.

"ليش ما بتتسمى الشوارع بأسماء شهدائنا؟"... أنصار حزب الله يحتفون بإطلاق بلدية الغبيري اسم قاسم سليماني على أحد أهم شوارعها، وناشطون يستنكرون تكريم الجنرال الإيراني فيما لم يُكرّم أي من شهداء ثورة تشرين أو ضحايا انفجار بيروت

وسأل الناشط فادي غصن: "هلقد صار الشهيد رخيص بلبنان؟ السؤال هو بشو قاسم سليماني أفضل من الشهداء اللبنانيين أو المحسوبين على لبنان اللي سقطوا بلبنان؟ ليش ما بتتسمى الشوارع بأسماء الشهداء اللي سقطوا دفاعاً عن #لبنان مش اسم واحد أجنبي ما فاد لبنان بشي؟".

وكتبت الإعلامية ليليان داوود: "فقط في دولة #حزب_الله حزب #إيران في #لبنان يمجدون القتلة والمجرمين. هذا البلد سُرِق منا للأبد، لكن الثمن لن يدفعه اللبنانيون فقط بل كل المنطقة". وهي تشير بذلك إلى المخاوف التي طالما أثارها لبنانيون من ربط بلدهم بـ"إرهاب حزب الله" والنظامين الإيراني والسوري الغارقين في العقوبات الدولية والإقصاء.

وشدد معلقون على أن "سليماني إيراني مش لبناني"، في إشارة إلى أولوية بلاده في تكريمه لا لبنان، متسائلين: "معقول نشوف شي شارع أو شي صورة  لشهدائنا بشوارع إيران؟".

عام 2018، أثارت بلدية الغبيري الجدل لدى إطلاق اسم "مصطفى بدر الدين" على أحد شوارعها. عام 2019، رفعت لافتة "الإمام الخميني" على أهم جادة في لبنان. الآن، تطلق اسم قاسم سليماني على شارع قريب من أوتوستراد "حافظ الأسد"…

"بلدية المحور السوري الإيراني"

لم تكن هذه المرة الأولى التي تقحم بلدية الغبيري نفسها في السياسة وتعرّض نفسها للاتهام بالانحياز لـ"المحور السوري الإيراني".

عام 2018، أثارت البلدية، التي "تتمتع بنفوذ كبير لقدرتها المالية وامتداد مساحتها الجغرافية"، الجدل لدى إطلاق اسم القائد العسكري الراحل في حزب الله مصطفى بدر الدين، الذي كان واحداً من أربعة متهمين تحقق المحكمة الدولية في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، قبل أن يقضي عقب استهدافه في سوريا. 

وكما اختارت البلدية اسم سليماني لأحد شوارعها الرئيسية -إذ يربط طريق المطار القديمة بأوتوستراد المطار الجديد- كذلك رفعت لافتةً تحمل اسم "الإمام الخميني" على "أهم جادة في البلاد" تربط مطار رفيق الحريري -المطار الدولي الوحيد في لبنان- بوسط العاصمة بيروت عام 2019.

عقب جدل واعتراضات جمة، أوضح رئيس البلدية معن خليل أن "البلدية اقترحت التسمية وأرسلتها إلى وزارة الداخلية والبلديات التي وافقت على الاقتراح في 5 نيسان/ أبريل عام 2002"، مضيفاً أن "الموافقة جاءت في زمن تولّي إلياس المرّ الوزارة ضمن حكومة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وفي عهد رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحّود".

ولم يوضح خليل سبب رفع اللافتة في ذلك التوقيت تحديداً في المنطقة نفسها تضم "أوتوستراد حافظ الأسد" الرئيس السوري الراحل.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard