شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"تتألم لأجل بلدها"... ميا خليفة الممنوعة من دخول لبنان تتبرع لتضميد جراحه

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 10 أغسطس 202007:17 م

فيما هي ممنوعة من دخول لبنان على خلفية تهديدات بقتلها من تنظيم داعش، فُجعت ممثلة الأفلام الإباحية المعتزلة لبنانية الأصل، ميا خليفة، بحادث انفجار مرفأ بيروت، وهذا ما دفعها إلى التبرع بـ100 ألف دولار أمريكي للصليب الأحمر اللبناني وتدشين حملات لجمع التبرعات له عارضةً خلالها بعض مقتنياتها للبيع.

هذا الموقف، عدّه لبنانيون كثر "درساً في الشرف وحب الوطن"، ودعوا، انطلاقاً منه، الجميع إلى مراجعة مواقفهم من خليفة ووقف تعليقات الكراهية ضدها ومعايرتها بماضيها.

"قدمت درساً في الشرف وحب الوطن"... ممثلة الأفلام الإباحية المعتزلة ميا خليفة تتبرع بـ100 ألف دولار أمريكي، علاوةً على حملات تبرع إضافية، للصليب الأحمر في بلدها الأم، لبنان

"تتألم لأجل لبنان"

تتابع خليفة عن كثب الوضع في لبنان، وتصب جام غضبها على الوزراء والمسؤولين، معتبرةً أنهم "خذلوا اللبنانيين". وقد ظهرت في عدة مقاطع فيديو وهي تبكي، مطالبةً بمساعدة اللبنانيين والتبرع للصليب الأحمر لأن "الحكومة اللبنانية عاجزة". واعتبر معلقون أنها "صدقاً، تتألم لأجل لبنان" و"أكثر وطنية من الحكومة".

ومما كتبت أخيراً عن حادث انفجار مرفأ بيروت: "رئيس لبنان ميشال ‘خ*ا‘ عون حظرني من متابعته عبر انستغرام. ألا تستطيع أن تأخذ بعض التعليقات المختارة على منشوراتك غير المفيدة؟ هل تختبئ من شعبك عبر انستغرام أيضاً؟ جبان". كما عبّرت عن سعادتها برشق المواطنين في العاصمة بيروت بالقناني الفارغة موكب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، موصيةً، من قبيل السخرية، بالتركيز على رأسه.

"لقد تبرعت بـ100 ألف دولار أمريكي للصليب الأحمر اللبناني، وتسعى إلى جمع 100 أخرى للغاية نفسها. تصف ساستنا بالإرهابيين وترفع صوتنا عالياً إلى المجتمع الدولي. وتنصح الجميع بألا يتبرعوا بفلس واحد لحكومتنا. هلّا يتوقف الحمقى بيننا عن السخرية من ماضيها!"

ولم تكتف خليفة بعرض نظارة كانت قد ارتدتها في أحد أفلامها للبيع على موقع "ebay"، آملةً أن تباع بنحو نصف مليون دولار أمريكي يذهب كله إلى الصليب الأحمر اللبناني. بل ناشدت متابعيها وجميع الشركات والعلامات التجارية التي سبق أن شاركت في الترويج لها "التبرع للبنان"، محذرةً من أنها ستتبع هذه الشركات والعلامات للتأكد أنها فعلت ذلك.

"لا للتنمر على ماضيها"

فيما سخر معلقون من دعم "ممثلة البورنو" بلدها الأم، خرجت دعوة عبر حساب "أوقفوا ثقافة الإرهاب في لبنان" على فيسبوك، إلى تقدير موقف خليفة "في وقت شدة لبنان" ووقف السخرية من ماضيها.

وأورد الحساب الذي يتابعه نحو 200 ألف شخص: "لقد تبرعت ميا خليفة بـ100 ألف دولار أمريكي للصليب الأحمر اللبناني، وتسعى إلى جمع 100 أخرى لأجله. تصف ساستنا بالإرهابيين وترفع صوتنا عالياً إلى المجتمع الدولي. وتنصح الجميع بألا يتبرعوا بفلس واحد لحكومتنا".

للمفارقة المثيرة، تندر كثيرون على السلطة الحاكمة في لبنان معتبرين أن "ميا خليفة أشرف منكم"، ومتسائلين: ماذا فعلتم لأجل اللبنانيين مقارنةً بما فعلته هي؟

وأضاف: "أتمنى أن يتوقف كل لبناني أحمق عن السخرية من ماضيها. لقد فعلت الكثير جداً في هذه الأوقات الصعبة، أكثر بكثير حتى مما فعله ساستنا. شكراً على مساعدتك ميا خليفة".

ورأت الناشطة النسوية والسياسية التونسية ملاك محمدي أن خليفة قدمت بموقفها هذا "درساً في الشرف وحب الوطن"، لافتةً إلى أنها برغم منعها من دخول لبنان وبرغم كل ما تعرضت له من تهديدات القتل والقذف والتشهير والدمار النفسي "الذي لا يوصف" تنحت في الصخر لجمع التبرعات لأجله.

وفي مفارقة مثيرة، بات التندر، منذ انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن "ميا خليفة أشرف من كل الطبقة السياسية الفاسدة" أمراً مسلماً به لدى الكثير من المغردين والمعلقين الذين تساءلوا عما فعله الساسة والمسؤولون لأجل اللبنانيين مقارنةً بما فعلته هي.

وتتهم انتفاضة اللبنانيين الشعبية الطبقة الحاكمة بـ"الفساد ونهب أموال البلد"، ملقيةً على أقطابها وأزلامها تبعات تدهور الوضع الاقتصادي إلى أقصى درجة في تاريخه الحديث. وزاد انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 150 شخصاً وخلّف المئات من الجرحى وشرد نحو 300,000 مواطن، حنق الأهالي المنكوبين على القوى السياسية المتحكمة في البلاد منذ ثلاثين عاماً إلى اليوم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard