شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"نتقاسم النَفَس لآخر نفس"... العراقيون ينبذون الطائفية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 24 يوليو 202005:19 م

مع تسارع تفشي فيروس كورونا في العراق والنقص الحاد في الأكسجين والمعدات الطبية اللازمة لإسعاف المرضى، دشّن عراقيون حملة "نتقاسم النفس"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعماً لأكثر المحافظات الجنوبية تضرراً من الجائحة بالمستلزمات الطبية وأنابيب الأكسجين.

لكن الهدف الأسمى للحملة هو "نبذ الطائفية" المتمثلة في المزاعم "الشاذة والطائفية" التى روّج لها مواطنون، ومفادها أن محافظات جنوب العراق وراء انتشار الفيروس في البلاد، لقربها من إيران، ونقص الأكسجين.

قبل يومين، تحديداً مساء 22 تموز/ يوليو، عقب استغاثات عدة من مواطنين في النجف، ذات الأغلبية الشيعية، عبر السوشيال ميديا من عدم توفر أنابيب أكسجين لمصابين بفيروس كورونا وأنباء عن زيادة أعداد الوفيات لهذا السبب، أعلن خضير خلف شلال مدير عام الصحة في محافظة الأنبار، ذات الأغلبية السنيّة، إمداد الجارة الجنوبية بأكثر من 500 قنينة أكسجين لسد النقص الحاصل في ردهات عزل المرضى المصابين بكورونا.


انتشرت صور وصول الأنابيب إلى النجف كالنار في الهشيم، وألهمت العراقيين النشطين عبر مواقع التواصل فدشنوا خلال الساعات الماضية وسم #نتقاسم_النفس للتعبير عن تقديرهم لمبادرة مسؤولي محافظة الأنبار، ورغبتهم في تعميم المبادرة لتشمل الوحدة و"نبذ الطائفية بين جميع محافظات العراق ومواطنيه" على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.

"حملة عظيمة ورصاصة متقنة في الرحم العفنة للطائفية"... مبادرة محافظة سنيّة لتزويد محافظة شيعيّة "الأكسجين" تحثّ العراقيين على تحقيق "الوحدة" و"نبذ الطائفية التي يغذيها السياسيون والسلطة" #نتقاسم_النفس

"رصاصة في رحم الطائفية"

قال الإعلامي العراقي زيد عبد الوهاب الأعظمي: "#نتقاسم_النفس حملة عظيمة ورصاصة متقنة في الرحم العفنة للطائفية. الأكسجين يحجبه عن الناس اللصوص ويوفره الأحرار من محافظة عراقية لأخرى".

وعلّق مغردون: "كم هو جميل أن تُقتل الطائفية بيد شباب أبناء العراق"، معربين عن أملهم بـ"استمرار المحبة". وتعهد آخرون ليس تقاسم النفس ففط مع أشقائهم في المحافظات الأخرى بل أيضاً الطعام والماء والتراب والسكن.

وأوضح معلقون أن الأكسجين الذي أنعش رئات النجفيين كان في الوقت نفسه "خانقاً وسامّاً للطائفيين".

ونبه آخرون إلى أن العراقيين "دائماً وأبداً يرفضون الطائفية"، ملقين باللوم على الطبقة السياسية التي تغذي هذه الحوادث لنشر الفرقة بين المواطنين وصرفهم عن الاتحاد ضد فسادها بغرض الاحتفاظ بمناصبها. كتب أحدهم: "#نتقاسم_النفس ونتقاسم الأرض، ونتقاسم الدم. واللي يفرق بيننا هم الحكومة والنظام لأن يعرفون اتحادنا قوة، وإذا توحدنا يهلكون. يفتحون الصفحات الطائفية دائما ويخلونا نتقاتل وهم يگعدون (يجلسون) على كراسيهم".

وكتبت مواطنة: "اليوم وصلنا مرحلة من الوعي والوحدة الكلش مخيفة ومرعبة لقادة الطائفية".

"الأكسجين الذي أنعش رئات النجفيين كان في الوقت نفسه خانقاً وسامّاً للطائفيين"... عراقيون يتعهدون تقاسم الماء والهواء والطعام وحتى التراب لمواجهة جائحة كورونا

لكن ثمة عراقيين أشاروا في الوقت نفسه إلى "تغير المزاج السياسي بالأنبار" متمثلاً في القرار القاضي بإمداد النجف بالمستلزمات الطبية، معتبرين أنه "مضى عهد يقوم فيه السياسيون بشق الصف، وهذا عهد جديد تتصرف خلاله كل المدن كجسد واحد أمام تحدٍ واحد".

وتداول مغردون ومعلقون أبياتاً شعرية من قصيدة "من أرض العراق" التي تدعو إلى نبذ الطائفية، وهي من نظم العراقية سارة السهيل. يقول مطلعها: "أنّى ذكرتك يا عراق تفيض من عيني الدموع وغالبت سلواني، حبي للعراق لا تشوبه شائبة. إن كنت عربياً كردياً أم تركمانياً، يا سائلي عن موطني... عن مذهبي لو قلت: من أرض العراق كفاني!".

على وقع الحملة، نشر مسؤول عراقي لقطات لما قال إنه "استقبال لشباب الناصرية المتبرعين ببلازما الدم لمصابين بفيروس كورونا في الأنبار"، مستطرداً: "هكذا هم العراقيون يجودون بدمائهم من أجل إخوانهم، لا فرق بين ابن الفلوجة وابن الناصرية. العراق واحد. العراق للعراقيين". 

ويأمل العراقيون ازدياد مبادرات "الوحدة" في مواجهة فيروس كورونا بعدما أعلنت وزارة الصحة، في 24 تموز/ يوليو، تسجيل 2485 إصابة جديدة و90 حالة وفاة وشفاء 1863 مريضاً.

بذلك يصبح مجموع عدد المصابين في البلاد 104711، بينهم 29231 مصاباً حالياً، و456 حالتهم حرجة، و4212 حالة وفاة و71268 متعافياً (نسبة التعافي 68%).


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard