شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"عم يُغْتَصَب مرّة جديدة"... استياء من استضافة طوني خليفة طفلاً اغتُصب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 14 يوليو 202002:24 م

"أول إطلالة للطفل السوري المُغتَصَب في لبنان"، وُرد هذا العنوان في صورة بين مجموعة صور نشرها الإعلامي اللبناني طوني خليفة في 13 تموز/يوليو جاذباً متابعيه إلى مشاهدة بثّه المباشر على انستغرام حيث استضاف الطفل السوري (13 عاماً) الذي اغتُصب واعتُدي عليه بالضرب في لبنان من قبل ثمانية أشخاص على مدى عامين. 



وقبل إطلاق بثّه المباشر بنحو ساعة، كان بسام القنطار عضو الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في لبنان قد حذّر خليفة من استضافة الطفل الضحية بالقول: "الكشف عن الطفل السوري ووالدته انتهاك صريح لخصوصية الطفل ولمصلحة الطفل الفضلى التي يكفلها القانون الدولي لحقوق الإنسان. أتمنى على الإعلامي طوني خليفة التراجع عن قرار استضافة الطفل ضحية الاعتداء الجنسي وبالحد الأدنى تغطية وجهه وتغيير نبرة صوته أثناء الاستضافة". 

وقُوبل إعلان خليفة بموجة غضبٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسها تويتر، وهو ما دفع بمغرّدين إلى الردّ.

مما قيل إن "إطلالة الطفل عيب وغير مقبولة" وإنه "بحاجة لمتابعة من قبل طبيب نفسي"، بدلاً من إظهاره على الشاشات. 

وتساءل الصحافي اللبناني ربيع فرّان: "بأي حق يطلع الطفل برأي الإعلام؟ حتى لو كانت أمه أو أهله موافقين؟ مش الأفضل يطلع حقوقي أو محامي يحكي بالموضوع كيف يا عمي بصير هيك؟ حتى لو غطوا وجه الطفل...كيف يسمح بأن يروي مأساته على الهواء؟! وين صرنا؟". 

في السياق ذاته، كتبت الإعلامية والناشطة اللبنانية أماني جحا "عفكرة هيك عم يُغْتَصَب مرّة جديدة. يلا مش مهم.. علّي وزيد جمهور". واعتبرت أن "العنوان قاسي وبعيد عن الإنسانية، وأن ذكر الجنسية بهالطريقة فيها عنصرية".

وفي حوار إلكتروني لخليفة مع جحا، ردّ: "للأسف صرنا مجتمع يتفاعل ويبني أحكامه على عنوان... علماً أن المضمون هو المهم، وما حدا بعذب حالو يشوف المضمون. الصحافة من مية سنة لليوم تبنى على عنوان لجعل القارىء يقرأ المضمون… ولكن بزمن السوشيال ميديا صرنا نقرأ العنوان ونصدر أحكامنا بلا ما نشوف المضمون... يعني المشكلة فينا مش بالعنوان".

الإعلامي اللبناني طوني خليفة يجذب متابعيه إلى مشاهدة استضافته طفلاً اغتُصب بعبارة: "أول إطلالة للطفل السوري المُغتَصَب في لبنان"

وبعدما تلقى سيلاً من الانتقادات على العنوان الذي اختاره لتسويق الحلقة، ردّ على أحد متابعيه: "ممكن كلمة مغتصب كان يجب استبدالها... محقّ". 

وحذف خليفة المنشور الذي أثار جدلاً بين روّاد تويتر، وأبقاه على حسابه في انستغرام كـ"ستوري"، تُحذف بعد 24 ساعة من نشرها.

حذف المقابلة

بعد ساعات قليلة من طرح خليفة المقابلة على قناته على يوتيوب، حذفها أيضاً، علماً أنه لم يكن هو المحاور، بل كانت الصحافية زهراء فردون من أعدّت المقابلة.

وكان خليفة قد اتبع الأسلوب نفسه تسويقاً للحلقة برغم تلقيه نقداً واسعاً. كتب في تغريدة قبل أن يحذفها: "للمرّة الأولى على الإعلام الطفل السوري المغتصَب ووالدته. لا تنسوا الاشتراك بقناتي الرسمية على يوتيوب لمتابعة كل ما هو جديد".



وظهرت الأم في المقابلة بوضوح تام، وأُخفي وجه الطفل، ولم يتم تغيير نبرة صوته.

وكررت الأم في المقابلة ما روته سابقاً لصحيفة "النهار" اللبنانية، وهو أنها علمت بالحادثة من صهرها الذي أطلعها على مقطع الفيديو الذي صوّره المغتصبون لدى ارتكابهم الجرم.

ولفتت الأم إلى أن الطفل الضحية كان يتهرّب من أسئلتها عن سبب بكائه عقب عودته من العمل، ولم يخبرها بشأن ما حدث معه مطلقاً.

وقالت إن زوجها هجرها قبل سنوات، ولم يظهر حتى بعد انتشار واقعة اغتصاب ابنهما. وأعربت عن استيائها من موقفه، قائلةً إن أبناءها لم يعودوا يشعرون بالود تجاهه. وحمّلته جانباً من المسؤولية، إذ قالت: "لا أريده أن يعود. لو كان هنا، لما حصل ما حصل ربما". 

"عفكرة هيك عم يُغْتَصَب مرّة جديدة. يلا مش مهم. علّي وزيد جمهور"... استياء من استضافة الإعلامي اللبناني طوني خليفة طفلاً اغتُصب واختياره عنوان: "أول إطلالة للطفل السوري المُغتَصَب في لبنان"

ثم أتى دور الطفل الضحية (م.ح) الذي تحدّث عن إخفاء القصة عن والدته، قائلاً إن "الأشخاص الذين اغتصبوه هددوه بالقتل"، ولفت إلى أنهم كانوا يقابلونه على الطريق من آن إلى آخر ويضربونه.

في ما يتعلّق بغياب والده، حاولت محاورته أن تستدرجه للحديث عنه باستخدامها مصطلحات مثل "فضفضلي" و"احكيلي". ثم قالت له: "لا يوجد أب يتخلّى عن أطفاله أو ينساهم وأنه يفكر فيك بكل تأكيد"، وهو ما دفعه إلى القول: "لو بدكم تبحثوا عنه ابحثوا، لكن لو عرفتوا توصلوله، قولوا إنه لو اجا هنا بدو يشوف شي ما بيعرفه".

وختم: "أنا بيي تركنا وما بيتعرف علينا. هو مش بيي. تركنا ولا بيدق (لا يتصل) بيسأل عني".

وفي غمرة الانتقادات الكثيرة يأتي التساؤل: "ما فيه جمعيات بلبنان بتدافع عن حقوق الطفل؟".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard