شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"صفقة خلف الكواليس"... واشنطن تفرج عن "داعم مالي مهم" لحزب الله

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 14 يوليو 202012:34 م

يبدو أن المباحثات الأمريكية الإيرانية السرية بشأن تبادل السجناء لا تقتصر على مواطني الدولتين فقط، إذ أسفرت هذه المحادثات أخيراً عن الإفراج عن مواطن لبناني كان محتجزاً في واشنطن على خلفية اتهامات بتمويل حزب الله اللبناني المدعوم إيرانياً.

ونقلت وكالة رويترز، في تقرير حصري لها، عن ثلاثة مسؤولين كبار في الشرق الأوسط، أن اللبناني قاسم تاج الدين أُطلق سراحه من أحد السجون الأمريكية، في 11 حزيران/ يونيو الماضي، "نتيجة اتصالات غير مباشرة بين طهران وواشنطن يتوقع أن تسفر عن مزيد من عمليات الإفراج".

وعام 2018، أقر تاج الدين (65 عاماً) بالذنب في انتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، وصدر حكم بسجنه خمس سنوات وإلزامه دفع غرامة 50 مليون دولار أمريكي.

وكانت الولايات المتحدة قد صنفت الرجل عام 2009 "داعماً مالياً مهماً" لحزب الله اللبناني المسلح الذي تعتبره واشنطن "جماعة إرهابية". وجرى تسليمه إلى واشنطن عقب اعتقاله في المغرب عام 2017.

"نتيجة تفاهمات غير مباشرة بين طهران وواشنطن"... الولايات المتحدة تفرج عن "داعم مالي مهم" لحزب الله. الخارجية الأمريكية تقول إن الإفراج "لأسباب صحية" ومحامي المفرج عنه أشار إلى "عملية قضائية بحتة" ومصادر تؤكد: "صفقة سرية"

صفقة خلف الكواليس؟

وأكد مكتب السجون الاتحادي الأمريكي إطلاق سراح تاج الدين الذي وصل إلى لبنان الأسبوع الماضي. 

وأوضح مصدران للوكالة أن الإفراج عنه كان جزءاً من المسار نفسه الذي أدى في العام الماضي إلى إطلاق سراح نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني صاحب الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، والذي كان محتجزاً في إيران منذ عام 2015 بتهمة "التآمر على طهران"، وسام غودوين الأمريكي الذي كان معتقلاً من قبل السلطات في سوريا.

ولفت متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن تاج الدين أطلق سراحه "بسبب مخاوف صحية"، واصفاً التقارير حول الإفراج عنه ضمن "صفقة خلف الكواليس" بأنها "غير صحيحة".

شبلي ملاط، محامي تاج الدين، نفسه نفى أن يكون للإفراج عن موكله أي علاقة بعمليات إطلاق سراح سابقة، معتبراً أنها "كانت عملية قضائية بحتة"

مصادر تشير إلى لعب المدير العام للأمن اللبناني، عباس إبراهيم، دور "الوسيط الرئيسي" في الصفقات السرية المستمرة للإفراج عن أجانب محتجزين في سوريا حليفة حزب الله وإيران مقابل إعادة لبنانيين معتقلين في أمريكا 

وأشار ملاط، الذي قال إن موكله طالما نفى دعم حزب الله ودحض اعتباره ممولاً للإرهاب، إلى أن قاضياً أمر بالإفراج عن تاج الدين في 27 أيار/ مايو الماضي، مع انتظار الحجر الصحي 14 يوماً بناء على اقتراح من محاميه الذي شدد على ضرورة الإفراج عنه خوفاً من مخاطر إصابته بفيروس كورونا في السجن.

وفيما تندرج أسباب الإفراج عن تاج الدين تحت "بند السرية"، بيّن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الحكومة الأمريكية "عارضت الإفراج، لكنها ستلتزم قرار المحكمة".

لكن مصادر رويترز، وبينها مسؤول كبير في الشرق الأوسط ومسؤول لبناني بارز ودبلوماسي إقليمي، أكدت أن الإفراج جاء نتيجة "تفاهمات غير مباشرة" بين طهران وواشنطن.

دور لبناني وصفقات في الطريق

وقال المسؤول في الشرق الأوسط: "إطلاق سراح تاج الدين يأتي ضمن مسار طويل من عمليات التبادل التي ستحدث لاحقاً على مستوى واسع. لا يزال هناك من سيفرج الجانبان عنهم. ستستمر هذه العملية".

وأعرب الدبلوماسي الإقليمي عن اعتقاده بأن الإفراج عن تاج الدين "مقدمة لمزيد من الصفقات المحتملة التي تشمل نحو 20 شخصاً"، مضيفاً "جميع الأطراف المعنية تختبر بعضها بعضاً لأن الثقة مفقودة".

دبلوماسي إقليمي: "الإفراج عن تاج الدين مقدمة لمزيد من الصفقات المحتملة التي تشمل نحو 20 شخصاً... جميع الأطراف المعنية تختبر بعضها بعضاً لأن الثقة مفقودة"

وتحدث مصدران عن دور للواء عباس إبراهيم، رئيس جهاز الأمن العام اللبناني، كـ"وسيط رئيسي" في العملية. وهو ما أُشيع لدى الإفراج في العام الماضي عن مواطنين اثنين، كندي وأمريكي، كانا محتجزين في سوريا عدة سنوات. لكن الأمن العام اللبناني رفض التعليق لرويترز على هذا الدور.

في الوقت نفسه، شدد المسؤول اللبناني البارز على أن جهود الوساطة "مستمرة في سرية تامة" بعدما بدأت بتسليم غودوين وأجانب آخرين كانت تحتجزهم سوريا حليفة إيران وحزب الله.

وبرغم تأزم العلاقات الأمريكية الإيرانية، أُعلن في الشهر الماضي عن أحدث صفقة تبادل سجناء بين البلدين إذ أُفرج عن عسكري سابق في البحرية الأمريكية غداة وصول عالم إيراني بارز كان محتجزاً في أمريكا إلى بلاده، تزامناً مع السماح لطبيب إيراني أمريكي بزيارة طهران.

وشكر حينذاك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على "التعاون" معبّراً عن اعتقاده بأن "الاتفاق ممكن" بينهما. وذلك على الرغم من إنكار العديد من المسؤولين في البلدين علناً التقارير عن وجود صفقة سرية للمبادلة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard