شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
قُتل وعُلق على جرافة… الاحتلال ينكل بـ

قُتل وعُلق على جرافة… الاحتلال ينكل بـ"شهيد خان يونس"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 23 فبراير 202012:10 م

في جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكه للقانون الدولي، نكل الجيش الإسرائيلي، صباح 23 شباط/فبراير بجثمان شهيد فلسطيني قُتل خلال اشتباكات بين عدد من الشبان الفلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب السياج الحدودي شرق خان يونس.

وقتل الشاب الفلسطيني مع آخر في ساعة مبكرة من الصباح، بقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف شرق بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، وفق ما أفادت به وكالة الإعلام والأنباء الفلسطينية (وفا).

وبعدها عمدت جرافات الاحتلال إلى سحب أحدهما إلى مسافة قريبة من السياج الفاصل قبل أن تتجه به إلى الداخل المحتل.

وحاول عدد من الشبان الفلسطينيين استعادة الجثمان غير أن جنود الاحتلال استهدفوهم بوابل من الرصاص، أسفر عن إصابة شابين، وفق ما ذكره مصدر في الهلال الأحمر لوفا.

ووثقت مشاهد متداولة عبر وسائل الإعلام الفلسطينية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إصابة أحد الشبان الذين سعوا إلى استعادة الجثمان بالرصاص في قدمه.

"جريمة خطيرة تعكس حقد الإسرائيليين على الفلسطينيين"... جرافات الاحتلال تدعس جثمان "شهيد خان يونس" وتنكل به

عجز وقهر 

أما عن الجثمان، فظهرت جرافة إسرائيلية وهي تحاول رفعه برافعتها الأمامية لمنع الشباب الفلسطيني من حمله والابتعاد به، بينما صوت الرصاص لا يتوقف.

ولاحقاً، ظهر الجثمان معلقاً على الجرافة من ملابسه العلوية، وملابسه السفلية ممزقة جراء ما تعرض له، وسط صراخ الشباب الفلسطيني الذي وقف يراقب المشهد في حالة من الذهول والغضب.

وعلا صوت أحد المعلقين في الفيديو: "يا الله، مشهد بشع. لم نره من قبل. الاحتلال يمثل بجثمان الشهيد. جريمة بشعة ضد الإنسانية".

وتداول عدد من الناشطين الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المشاهد المفزعة، معربين عن استنكارهم لتلك "الجريمة الإرهابية" وشعورهم بالعجز حيالها.

فعلقت مستخدمة على مواقع التواصل الاجتماعي: "مشهد جرافة الاحتلال وهي تمزق جثمان أحد الشهداء... مشهد يحرق القلب وبه كمية ألم وقهر لا توصف".

وتساءل محمد رضوان: "كيف وصل الحال بنا إلى هذا؟ كيف تجرأ الاحتلال على دهسه (المتوفى) بكباش أمام مرمى أعين الجميع؟ قهر ما بعده قهر…".

توعد فلسطيني ومزاعم إسرائيلية

وادعى جيش الاحتلال في بيان، أنه أطلق النار على "إرهابيين" فلسطينيين اثنين بعدما رصدهم جنوده "يقتربان من السياج الحدودي في جنوب قطاع غزة، وهما يضعان عبوة ناسفة بالقرب منه".

حركة حماس تندد بالحادث والجهاد تتوعد بالثأر… جنود الاحتلال يقتلون شابين في خان يونس ويعلقون أحدهما على جرافة

وفي أول تعليق رسمي فلسطين، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في بيان، "تعمد قتل الاحتلال للشاب الأعزل على تخوم قطاع غزة، والتنكيل بجثته تحت سمع وبصر العالم أجمع، جريمة بشعة، تضاف إلى سجل جرائمه الأسود، بحق شعبنا الفلسطيني على طول الوطن وعرضه، وبحق أهل غزة المحاصرين، يتحمل العدو الصهيوني تبعاتها ونتائجها".

وأضافت أن "هذه السياسة الفاشية خطيرة جداً، وتمثل تجرؤً على الدم والإنسان الفلسطيني، وإمعان في جرائم الاحتلال وإرهابه لشعبنا وأهلنا وشبابنا الثائر في وجه الظلم والقهر والعدوان والحصار"،  معتبرةً أن هدف الاحتلال من ذلك هو "تخويفهم (الشباب)، وكسر إرادتهم، وثنيهم عن مواصلة مشوارهم النضالي والكفاحي، ضد الاحتلال وسياساته وجرائمه".

وختمت بالتأكيد على أن هذه الجرائم "تزيد الفلسطينيين ثباتاً وقوة".

بدورها، توعدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بأن "الأيادي القابضة على الزناد ستثأر لدماء الشهداء، كما ثأرت وردت قبل ذلك بقصف تل أبيب".

كذلك، أوضح القيادي البارز في الحركة أحمد المدلل، أن جريمة "شهيد خان يونس" تكشف "الصورة الحقيقية البشعة والإجرامية للاحتلال، والتي تحمل كل معاني الحقد والشر تجاه الشعب الفلسطيني".

يشار إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد الاحتفاظ بجثامين الفلسطينيين الذين توفوا أثناء تنفيذ عمليات ضدها أو خلال تنفيذهم أحكام سجن جراء مثل هذه العمليات، في ما يعرف بـ"الثلاجات" أو "مقابر الأرقام".

وتظن إسرائيل أن هذا الإرهاق لذوي منفذي العمليات الفدائية ضدها سيمنع مزيد من الهجمات، كما تستغل هذه الجثامين في بعض أحيان للمبادلة بأسرى أو جثامين لدى حماس.

وتحتجز سلطات الاحتلال نحو 250 جثماناً منذ العام 1967، آخرها جثمان الأسير سامي أبو دياك الذي توفي في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard