شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"راقصة في الفصل"... واقعة تثير جدلاً عما يحدث في مدارس مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 19 فبراير 202001:07 م

أحدثت واقعة مشاهدة عدد من طلاب المرحلة الثانوية في مصر وصلات من الرقص الشرقي داخل الفصل الدراسي ضجة واسعة وتساؤلات عن "الرقابة على التعليم" ودور المدارس "التربوي".

المقطع الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خلال الساعات الماضية، يظهر عدداً من طلاب مدرسة ثانوية للبنين بمحافظة المنوفية، وهم يشاهدون "راقصة" تتمايل على أنغام أغانٍ شعبية عبر تكنولوجيا "السبورة الذكية". 

وفي إطار مساعيها إلى "تطوير التعليم"، أدخلت مصر عدداً من التقنيات الحديثة مثل التابلت والسبورة الذكية، غير أن غالبية الأهالي ساخطون على هذه التكنولوجيا ويرون أن أبنائهم ليسوا مؤهلين لاستخدامها أو أنها أحياناً لا تعمل بكفاءة ولا توفر خدمة تعليمية مناسبة.

وأعرب معلقون عبر السوشيال ميديا عن استيائهم الشديد من "التسيب وتحويل ‘محراب العلم‘ (المدرسة) إلى ملهى".

وأبرزوا أن المدرسة لم تعد تمثل مؤسسة "تربوية" بعد أفعال شائنة متكررة لطلاب وأساتذة، مستدركين "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع...".

أما المذيع أحمد موسى فاعترف أن الواقعة "فضيحة ومهزلة… مفيش رقابة (على التعليم) لازم نعترف بدا".

"محراب العلم أصبح ملهى"... مصريون غاضبون من مقاطع متداولة تظهر عدداً من تلاميذ إحدى المدارس يشاهدون "وصلة رقص شرقي" على سبورة الفصل الذكية

"إذا بليتم فاستتروا"

وفي تعليق أول، قال متحدث باسم محافظة المنوفية إن الواقعة جرت في 16 شباط/فبراير، داخل أحد فصول مدرسة الفاروق أمين التابعة لإدارة السادات التعليمية بالمنوفية"، لافتاً إلى أنها حدثت في فترة "الفسحة" (الراحة في منتصف الدوام) وليس أثناء الحصص التعليمية".

وأشار المتحدث إلى أن مشرف الدور أبلغ مدير المدرسة بالواقعة فور حدوثها، ثم صدرت القرارات المنصوص عليها في اللائحة والتي قضت بفصل الطلاب ثلاثة أيام، فيما أصدرت الإدارة التعليمية حين أُبلغت بالواقعة في اليوم ذاته قراراً إضافياً قضى بفصل الطلاب 15 يوماً إضافياً، مع تحذير بفصلهم نهائياً لدى تكرار الواقعة.

وشكك المتحدث في نيات من نشر المقاطع "الشائنة" قائلاً: "بعض الأشخاص يتعمد إذاعة هذه الأمور الشائنة بهدف تشويه عملية تطوير التعليم في مصر… إذا بليتم فاستتروا".

كذلك قرر محافظ المنوفية، إبراهيم أبو ليمون، نقل مدير المدرسة وخمسة مشرفين إلى ديوان الإدارة حتى انتهاء التحقيقات معهم وتحديد المسؤول عن التقصير.

ونوه بأن "الوسائط التعليمية، كالسبورة الذكية، مخصصة للعملية التعليمية والتربوية داخل المدرسة، وعرضُ هذه المقاطع داخل المدرسة ‘جرم وكارثة كبيرة‘".

واعتبر مواطنون أن العقوبة "مبالغ فيها وغير صائبة"، ورأوا أن الحل في "توعية الطلاب".

تحدٍ لقرار حظر المهرجانات؟

اللافت أن المقاطع المصورة التي تتضمن رقصاً على وصلات من الأغاني "الشعبية" جاءت بعد تعميم أصدرته وزارة التربية والتعليم قضى بحظر تشغيل أي أغانٍ تحمل كلمات ركيكة أو معاني مسيئة، مسايرةً لقرار من نقابة الموسيقيين بحظر أغاني "المهرجانات" باعتبارها تنشر "الانحلال بين الشباب".

في هذا الإطار، علق نائب وزير التربية والتعليم رضا حجازي على واقعة السبورة الذكية بالمنوفية: "الوزارة لا تتهاون مع سوء السلوك، وتقوم بتعديل لائحة الانضباط لتكون أكثر صرامة في الفترة المقبلة. المدارس التي تقوم بتشغيل أغانٍ ركيكة ستتم معاقبة مديريها ووكلائها".

وختم: "لا بد من تشغيل أغانٍ ترفع من مستوى الذوق العام".  

تلاميذ مصريون يردون على قرار حظر أغاني المهرجانات بتشغيلها في الفصل مع "وصلة رقص شرقي". ومسؤول ينتقد التلاميذ على نشر الفيديو: "إذا بليتم فاستتروا"

ليست الواقعة الأولى

غير أن هذه الواقعة لم تكن الأولى في المدارس المصرية. ففي كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، أغضبت واقعة رقص عدد من طلاب المرحلة الثانوية داخل الفصل واستهزائهم بمعلمتهم استياء الرأي العام.

وفي آذار/مارس من العام الماضي كذلك، انتشر مقطع مصور لعدد من طلاب الثانوية العامة العامة وهم يشاهدون وصلة رقص شرقي أيضاً، لكن عبر جهاز التابلت الخاص بأحدهم، داخل الفصل وفي حضور المدرس. 

وفي آذار/مارس عام 2018، انتشرت مقاطع فيديو مثيرة لحفل تكريم متفوقين في إحدى مدارس اللغات بالعاصمة المصرية، أحيته ثلاث راقصات، وهذا ما أثار غضب أولياء الأمور ثم اضطر المدرسة إلى الاعتذار.

وعام 2014، أثارت واقعة رقص شرقي لإحدى طالبات المرحلة الثانوية داخل الفصل على أنغام أغان صاخبة ضجةً واسعة، لكن وزير التعليم محمود نصر بيّن أن هذه الواقعة حدثت قبل سنوات.

خلافاً للعديد من المقاطع المنشورة عن حالات تدخين الطلاب واعتداءاتهم على المعلمين أو العنف المفرط من المعلمين بحق الطلاب والإهانات المتبادلة بين الطرفين وغيرها من السلوكيات التي يراها المصريون تعبيراً عن "تدهور حال التعليم في البلاد".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard