شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"كفيفان يرشد أحدهما الآخر"... مصر والسعودية تتبادلان الخبرات في حقوق الإنسان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 31 يناير 202002:13 م

يقول الخبر بكل بساطة إن ممثلين عن حقوق الإنسان من السعودية ومصر التقوا لْـ"تبادل الخبرات" في هذا المجال الحيوي.

وهذا ما أثار موجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً لسجل البلدين الحافل "بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان"، بحسب بيانات وتقارير عديدة من منظمات حقوقية محلية وعالمية.

فمن الاعتقالات العشوائية والإخفاء القسري إلى تقطيع المعارضين- كما حدث مع الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول- أي نوع من الخبرات يمكن أن تتبادل الدولتان في مجال حقوق الإنسان؟

الخبر

التقى المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، الأربعاء 29 كانون الثاني/يناير الجاري، وفداً من هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، بمقر المجلس. وتهدف زيارة الوفد السعودي إلى التعرف على تجربة المجلس المصري فى نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيزها، بحسب ما ذكرت الأنباء الرسمية المصرية والسعودية.

واستعرض اللقاء "تجربة الجانب المصري في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان من طريق الممارسات والأساليب التي يتبعها المجلس المصري من خلال تلقي الشكاوى، وبحث تبادل الخبرات في مجالات حقوق الإنسان".

"ضريرتان"

أثار هذا الخبر موجة من التعليقات الساخرة، وبخاصة مع تراجع ملف حقوق الإنسان والحريات في كلتا البلدين.

نشرت الصحافية ناريمان ناجي رابطاً للخبر مصحوباً بتعليق "الشيخ حسني والشيخ عبيد في فيلم الكيت كات"، في إشارة لمشهد مشهور من الفيلم المصري الذي يظهر "شيخاً كفيفاً يدّعي سلامة النظر، ويأخذ بيد كفيف آخر ليدلّه على الطريق، فتنتهي مسيرتهما في بركة من الوحل".

 الإشارة نفسها التقطها الصحافي أحمد عبد القوي وكتب، تعليقاً على الخبر، الجملة الشهيرة في المشهد وهي "وإن مكانش سليم النظر اللي زي حالاتي يساعد عاجز النظر اللي زيك يبقى قول على الدنيا السلام". 

وعلق حساب باسم منال محمود بأن "اتلم المتعوس على خايب الرجا".

 وكتبت الباحثة السعودية في مجال حقوق الإنسان، حصة الماضي: "الصحيح هو تبادل الخبرات في قمع الإنسان وحرمانه حقوقه".

"كفيفان يرشد أحدهما الآخر" نشطاء يسخرون من خبر "تبادل الخبرات بين مصر والسعودية في مجال حقوق الإنسان". ما نوع الخبرات الحقوقية التي قد يتبادلها البلدان؟

"تاريخ أسود"

بالتزامن مع اللقاء، انتقدت علياء الهذلول، شقيقة الناشطة الحقوقية السعودية لجين الهذلول، حضور لجنة حقوق الإنسان السعودية محاكمة شقيقتها أمس الخميس 30 كانون الثاني/ يناير.

وقالت في تغريدة: "هذه اللجنة لها تاريخ أسود في التغطية على قضايا التعذيب في السجون."

وأضافت: "حضورهم المحاكمة اليوم لن يشفع لهم جبنهم في تخاذلهم عن التحقيق في قضية تعذيب لجين على يد مسؤولي النيابة العامة، إلا إذا طالبوا بإجراء تحقيق نزيه".

 وتعدّ قضية الهذلول واحداً من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة. واعتُقلت لجين، التي تصف تقارير حقوقية كثيرة تعرضها للتعذيب والتهديد بالاغتصاب، في 15 مايو/أيّار 2018، ضمن حملة اعتقالات واسعة شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان. ومن المعتقلات، بالإضافة إلى الهذلول، عزيزة اليوسف وإيمان النفجان، ونوف عبد العزيز، وميساء الزهراني، وهتون الفاسي، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، وأمل الحربي. 

وظلّت أسباب الاعتقال مجهولة، حتى تداولت وسائل الإعلام المحليّة السعودية أخباراً تفيد بأن سبب الاعتقال هوَ "تجاوز الثوابت الدينية والوطنية" و"التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة". 

طبيعة الخبرات المتبادلة

بحسب تقرير "هيومان رايتس ووتش" السنوي لعام 2019، ارتكبت السعودية انتهاكات عديدة في مجال حقوق الإنسان، على رأسها مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول على يد عناصر سعودية. 

وبحسب التقرير ذاته، سجنت السعودية مطلع عام 2018 معظم مؤسسي "جمعية الحقوق المدنية والسياسية السعودية" المحظورة، منهم محمد البجادي وعبد العزيز الشبيلي.

الخبرات المصرية

 أما في ما يخص مصر، فقد اتهمت المنظمة الحقوقية في التقرير قوات الأمن بالقيام باعتقالات تعسفية شملت فتياناً، والوقوف وراء حالات اختفاء قسري، وارتكاب وتعذيب وقتل خارج نطاق القضاء، فضلاً عن العقاب الجماعي وعمليات الإخلاء القسري. 

ووثقت المنظمة 50 حالة اعتقال تعسفي، منها 39 حالة احتجاز في حبس انفرادي بمكان غير معلوم. وقالت نقلاً عن محتجزين سابقين إن البعض لفظ أنفاسه أثناء الاحتجاز بسبب سوء المعاملة ونقص الرعاية الطبية.

واعتقلت السلطات المصرية نحو ثلاثة آلاف مواطن بين 20 و 29 أيلول/سبتمبر 2019 من دون سند قانوني، وبعد استعراض حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، عبر تفتيش هواتفهم الشخصية.

ويقبع حالياً عدد من ناشطي حقوق الإنسان والصحافيين في السجون المصرية، قبض عليهم خلال الربع الأخير من عام 2019، منهم المحامية ماهينور المصري والناشط علاء عبد الفتاح والصحافية سولافة مجدي المحبوسة احتياطياً وزوجها الصحافي حسام الصياد.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard