شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ضرب على الخصيتين وتهديد بالاغتصاب… معتقل بحريني يناشد العالم إنقاذه من الإعدام

ضرب على الخصيتين وتهديد بالاغتصاب… معتقل بحريني يناشد العالم إنقاذه من الإعدام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 29 يناير 202002:35 م

"تُرعبني فكرة بقاء فصل واحد في حكايتي". 

هذا ما قاله المُعتقل البحريني المعارض حسين موسى في مقالٍ نشرته صحيفة Newsweek الأمريكية يوم 28 يناير/كانون الثاني. ولفت فيه إلى "القصة التي كتبها له النظام البحريني"، مناشداً العالم إنقاذه من حكم الإعدام المقرر عليه بتهمة  "قتل شرطيّ توفي في انفجار قنبلة في قرية دير (شمال شرقي المنامة) عام 2014"، فيما يقول موسى إن تُهمته هي مشاركته في تظاهرات مطالبة بالإصلاح الديمقراطي عام 2011، اعتبرها النظام البحريني "ثورة غير مريحة".

بدأ المقال الذي نُسب إليه من دون معرفة كيفية النشر بقول موسى: "اِمسح الدم من فمه'. هذا ما قاله المدعي العام لضابط الشرطة الذي كان بجانبي. تم اقتيادي مكبّل اليدين إلى قرية دير لأُمثل جريمة لم أرتكبها، ولم يكن من مصلحة السلطات أن تظهر عليّ آثار التعذيب وأنا في مسرح الجريمة. لقد تم حذف آثار التعذيب من القصة التي كتبها لي النظام البحريني". 

وأشار موسى إلى أنه طالب إلى جانب مئات آلاف البحرينيين عام 2011 بإصلاح النظام مع انطلاقة شُعلة الربيع العربي من تونس ثم مصر، إلا أن قوّات سعودية وإمارتية استُقدمت للقضاء على التظاهرات "وتم رمينا تحت الحافلة".  

وقال موسى: "الحكومة البحرينية لم تنسَ ولم تسامح. منذ تلك الانتفاضة، مُنعت كل المعارضة السياسية ووسائل الإعلام المستقلة. سُجن الآلاف، وبات تعذيب المعتقلين والحكم عليهم بالإعدام بناءً على اعترافات قيلت بالإكراه أمراً طبيعياً". 

وكان مركز الخليج لحقوق الإنسان قد لفت إلى أن عدد الصحافيين ونشطاء الرأي المعتقلين يزيد على 4000، وأن هذا العدد ناجم عن محاولة البحرين قمع الناشطين. وتلفت منظمات عالمية إلى تدهور السجل الحقوقي في البحرين، من بينها هيومن رايتس ووتش التي قالت في تقريرها العالمي لعام 2020 إن البحرين نفذت إعدامات، وأدانت المنتقدين بسبب تعبيرهم السلمي، وهددت النشطاء على مواقع التواصل عام 2019.

"تُرعبني فكرة بقاء فصل واحد في حكايتي". المعارض البحريني حسين موسى يناشد العالم إنقاذه من حكم الإعدام ويكشف عن تفاصيل تعذيبه التي أدّت إلى توقيعه اعترافاً جائراً، ومنها ضربه على الخصيتين وتهديده بالاغتصاب بعصا خشبية

ضرب على الخصيتين وتهديد بالاغتصاب

ذكر موسى أن التعذيب الذي تعرّض إليه عقب اعتقاله في فبراير/شباط 2014 كان "بلا رحمة" و"في منتهى المهنية"، لافتاً إلى أنه كان يُركل ويُضرب بالعُصي. وأضاف: "بينما قام ضابطان بفصل فخذي إحداهما عن الأخرى، قام ثالث بركلي على خصيتيّ. وتم تهديدي بالاغتصاب بعصا خشبية". 

وتابع في المقال الذي نُشر تحت عنوان "تم تعذيبي للاعتراف بجريمة لم ارتكبها، الآن أواجه حكم بالإعدام على أيدي حلفاء الولايات المتحدة": "بعد التعذيب، تم اقتيادي إلى مكتب النائب العام الذي طالبني بالاعتراف بتفجير قنبلة قتلت ضابطاً من الشرطة. وعندما أنكرت الاتهامات، نقلتُ إلى حافلة متوقفة في الخارج، وضُربتُ من جديد ثم أعادوني إلى مكتب النائب العام مع توصيات بالاعتراف.كنت أتألم كلما رفضت الاعتراف. ولكنني لم أستطع الصمود في المرة الثالثة. وقعّتُ على اعتراف مكتوب مسبقاً (يتضمن تجريم المعتقل البحريني المعارض محمد رمضان ومشاركته معه في العملية)".

ولفت موسى إلى أنه نُقل إلى عيادة تابعة للشرطة عقب تعذيبه ثلاثة أيام، وهناك "ترجى" الطبيب أن يُبقيه في العيادة ولكن بعد الفحص السريري قال الطبيب: "إنه قادر على المشي والتحدث وأمره بالعودة إلى مركز الاحتجاز". يقول موسى: "زملائي المعتقلون لم يعرفوني آنذاك".

وكتب أنه حُكم عليه وعلى المعتقل البحريني المعارض محمد رمضان (متهم معه بقتل الشرطي) بالإعدام في ديسمبر/كانون الأول 2014، نتيجة "اعترافه القسري"، من دون أخذ تعرضه للتعذيب في الاعتبار. وأضاف أن فرصة أخيرة بقيت له إذ أيّدت محكمة الاستئناف العليا الجنائية في البحرين في 8 يناير/كانون الثاني الجاري أحكام الإعدام الصادرة بحقه وحق محمد رمضان. وإذا أيدت محكمة التمييز البحرينية، التي تعد أعلى سلطة قضائية في البلاد، الحكم، يُصبح رمضان وموسى عرضة لخطر الإعدام الوشيك.

وكان مقرراً أن يصدر الحكم في عيد الميلاد (25 ديسمبر/كانون الأول الماضي) في محاولة من البحرين إخفاء الخبر، بالتزامن مع عطلة الميلاد، قبل أن يُؤجل صدور الحكم إلى 8 يناير/كانون الثاني.

"لم أفقد الأمل"

وقال موسى: "لم أفقد الأمل بعد" لأن محكمة التمييز ألغت في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2018 أحكام الإعدام وطلبت مراجعة القضية، بناءً على مزاعم تعذيب لم يتم النظر فيها خلال المحاكمة الأولى. "ولكنهم حكموا عليّ بالإعدام (مجدداً) في يوم هادئ في يناير/كانون الأول الجاري عقب محاكمة جائرة"، يقول موسى.

ولفت إلى أن "الحملة العنيفة التي يقودها حكّام البحرين ضد المعارضين باتت أكثر وضوحاً، بتشجيع من الولايات المتحدة التي تُظهر 'القليل' من الاهتمام بالانتهاكات الحاصلة في الخليج". ويرى أن صمت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعود "إلى إنفاق البحرين مليارات الدولارات الأمريكية لشراء السلاح سنوياً، إذ تحدث ترامب 'بحرارة' عن أصدقائه في البحرين".

وأكد موسى أن القمع المستمر في البحرين يعتمد كلياً على الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من أقرب حلفائها: السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وأنهى المقال بالقول: "إن أثّرت فيك قصتي، أطالبك بنشرها لتسليط الضوء على محنتي ومحنة محمد. الاتصال أو الكتابة للمسؤولين الذين انتخبتهم، والتحدث بوسائل التواصل الاجتماعي أو مجرد مشاركة هذا المقال قد يدفع البحرين للتفكير مجدداً قبل تأكيد حكم الإعدام".

"إن أثّرت فيك قصتي، أطالبك بنشرها. هذه فرصتي الأخيرة"

هددوني باغتصاب زوجتي وأخواتي أمامي

وقبل نحو شهر، نُشر مقال للمعارض محمد رمضان على Newsweek بعنوان "حُدّد صدور حكم الإعدام بحقي يوم عيد الميلاد، حتى لا يُلاحظ أحد"، قال فيه إن "الإعدام هو عقابه بسبب دفاعه عن الحرية والديمقراطية".

وقال في المقال إنه تعرّض للضرب بقضبان الحديد وتم استغلال ضعفه، موضحاً: "عندما اكتشفوا إصابة في ظهري، اضطررت للوقوف حتى انهرت، وعندما علموا أنني خضعت لعلاج الخصوبة، ركلوني مراراً في الخصيتين". 

وتابع: "جُردت من ملابسي، ولم أتمكن من مقاومة الاعتداءات الجنسية المهينة. هددوني باغتصاب زوجتي وأخواتي أمامي. شعرت بأنني كُسرت بعد أربعة أيام من هذا التعذيب الجسدي والنفسي". 

ولفت إلى أن الضباط كانوا يعلمون أنه بريء إذ تحدثوا عن مشاركته في التظاهرات، واصفين إياه بـ"الخائن"، وأخبروه أنهم ينتظرون قضية كبيرة لتلفيق تهمة له.

وأضاف: "نتيجة محاكمتي كانت أمراً مفروغاً منه. كما لم يُسمح لي بتكليف محامٍ إلا بعد الحكم علي بالإعدام". 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard