شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
سلطان عُمان

سلطان عُمان "يتجاهل" مصافحة ولي عهد الإمارات... ناشطون يتحدثون عن توتّر وآخرون يقدّمون تفسيرات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 13 يناير 202004:30 م

قبيل مغادرته قصر الضيافة، مد ولي عهد الإمارات محمد بن زايد يده لمصافحة سلطان عُمان هيثم بن طارق، في عزاء السلطان قابوس، إلا أن السلطان الجديد تجاهله وغادر الغرفة قبله.

وما إن التقطت الكاميرات هذا المشهد حتى حمّله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أبعاداً سياسية وتداولوا الصورة كما لو أنها دليل على رفض السلطان بن طارق سياسات دولة الإمارات في المنطقة. ولكن هل هذا الاستنتاج دقيق؟  

تجاهل أم كرم ضيافة؟

وغرد الكاتب المصري في المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية محمود رفعت: "حين تشرح الصورة ما تعجز عن شرحه مئات الكتب، السلطان هيثم بن طارق وهو يرفض مصافحة... ابن زايد لا يعبر عن سلطنة عُمان وحدها بل يعبر عن كل ذي كرامة ونفس سوية ترفض الجرائم الشنعاء التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها حكام الإمارات في شعوب العرب".

في المقابل، سرعان ما وضح الكثير من العُمانيين أن ما جرى لم يكن تجاهلاً متعمداً بل أن السلطان الجديد أراد أن يرافق محمد بن زايد للخارج، وأن تكون المصافحة والوداع عند باب القاعة، وهو تقليد عُماني يدل على إكرام الضيف.

وكتب العُماني طلال العامري على تويتر: "هذا هو الصحيح. فبعد ضيافة الضيف لا نسلم عليه حتى نذهب معه لباب سيارته، وهناك نودعه ونصافحه… ولكن البعض يستعجل الأحكام".

وسرعان ما انطلقت حسابات إماراتية للتوضيج أيضاً، وأشار مغردون إلى أن المقطع الكامل "يظهر لقطة رائعة ترسم محبة القائدين الصادقة".

وغرد الإماراتي جمال النقبي: "السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان، يقوم من كرسيه كي يوصل سيدي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد يتمنى عليه أن يبقى مكانه".

يرى البعض أن السلطان تجاهل محمد بن زايد، بسبب الكشف خلال عهد قابوس عن أن أبوظبي كانت تدير شبكة تجسس على كبار المسؤولين في الجيش والحكومة، هدفها "مسألة خلافة السلطان العُماني"

وألمح آخرون إلى أن تجاهل السلطان محمد بن زايد، يعود إلى اتهام مسقط عام 2011 بأنها تدير شبكة تجسس على كبار المسؤولين في الجيش والحكومة العُمانية، وصفها البعض بـ"محاولة انقلاب فاشلة" تدبرها أبو ظبي مستهدفة بها مسألة خلافة قابوس.

وكتب الصحافي المقيم في واشنطن نظام المهداوي عبر تويتر: "العديد من اللقطات تفضح المخفي. ماذا كانت تعد الإمارات قبل وفاة السلطان قابوس؟".

وقالت مصادر حينذاك إن الإمارات كانت تريد من خلال هذه الشبكة معرفة المزيد عن العلاقات الإيرانية العُمانية بسبب التعاون الكبير بين طهران ومسقط في المجالين الأمني والعسكري.

ونفت أبو ظبي أن يكون لها أية علاقة بشبكة الجواسيس.

وتتمتع عُمان بعلاقات وثيقة مع إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الدولتين هما بوابتا مضيق هرمز، الذي يمثل 40٪ من حركة ناقلات النفط العالمية.

وكشف عدد من التقارير أن السعودية والإمارات تشعران "بغضب كبير" تجاه عُمان بسبب نهجها المستقل عن الرياض وأبو ظبي في الملفات الإقليمية والدولية ولا سيما في الملف اليمني والإيراني وقطر، متهمتين السلطنة بتقويض المصالح الجماعية لمجلس التعاون الخليجي.

وقال تقرير لموقع ستراتفور الأمريكي في أيلول/ سبتمبر 2018 إن السعودية والإمارات قد تسعيان للضغط على واشنطن بأن عُمان تعوق الإستراتيجية الأمريكية ضد إيران، لأنها تسمح لطهران باستخدام الأراضي العُمانية للالتفاف على العقوبات والحصار.

وأضاف التقرير: "تستطيع البلدان أن تضغطا على مسقط من خلال استخدام ورقة المواطنين العُمانيين والشركات العاملة في الإمارات، التي تعتبر أكبر شريك تجاري للسلطنة".

وفي أيلول/ سبتمبر 2019، هاجم الكاتب الإماراتي سالم حميد، وهو مدير مركز المزماة للدراسات والبحوث الإماراتي، عُمان، واتهمها "بالتآمر ضد الأمة العربية بالتعاون مع النظام الإيراني وميليشياته". وقال: "الذي يسعى في خراب الخليج العربي، فإن صده واجب وحق علينا".

وفي خطاب توليه مقاليد الحكم في 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، قال السلطان الجديد لعُمان: "السلطان قابوس أرسى مكانة دولية للسلطنة. سنسير على نهج السلطان قابوس".

وختم السلطان هيثم بن طارق: "سنسير خارجياً على الخط الذي رسمه السلطان قابوس، ونحن حريصون على عدم التدخل في شؤون الغير".


إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard