شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
العفو الدولية: رد واشنطن على هجمات أرامكو مثل غزو العراق سيفاقم معاناة الشرق الأوسط

العفو الدولية: رد واشنطن على هجمات أرامكو مثل غزو العراق سيفاقم معاناة الشرق الأوسط

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 17 سبتمبر 201901:20 م

حذر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو، في 16 أيلول/سبتمبر، من تبعات أي تدخل عسكري أمريكي يأتي للرد على الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين في 14 أيلول/سبتمبر، بعد اتهام إيران بالوقوف خلفه.

واعتبر نايدو أن مثل هذا التدخل العسكري الأمريكي لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه يجب على العالم بدلاً من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمر في اليمن، حيث تستهدف قوات عربية بقيادة السعودية مواقع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
جاءت تصريحات نايدو لوكالة فرانس برس خلال مقابلة أضاف فيها: "نحتاج إلى وقف إراقة الدماء في الحال. كل حديث عن تدخل عسكري في الوقت الحالي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السيىء".

تذكير "بكارثة" غزو العراق

واستحضر الأمين العام للمنظمة الدولية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 محذراً من نتائج مماثلة، ومبيناً أنه "أوجد الكارثة التي لدينا الآن، ليس في العراق فحسب ولكن أيضاً في الدول المجاورة".
وأشار إلى أنه "يمكن بعض القادة السياسيين لأسباب انتهازية اتخاذ خيار الذهاب إلى الحرب لأنها قد تساعدهم انتخابياً"، مستطرداً "أنا لا أقوم بالتمييز بين الدول، أعتقد أن العديد منها يشعر بالارتياح لقرع طبول الحرب في الوقت الحالي".
وأضاف: "المستويات المروعة للعنف الذي يتعرض له الناس، كذلك قصف المستشفيات وتدمير البنية التحتية للمياه وما إلى ذلك، إنه أمر كان يجب وقفه بالإرادة السياسية"، مختتماً "للأسف، يبدو أن بعض الحكومات إذا كانت متحالفة مع الولايات المتحدة، مثل السعودية، بإمكانها الإفلات من المحاسبة عن الجرائم".

ترامب يلوح ومسؤوليه

تأتي تحذيرات نايدو بعدما لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء 15 أيلول/سبتمبر، برد عسكري على الهجمات، إذ كتب في تغريدة عبر حسابه في تويتر: "تعرضت إمدادات النفط السعودية لاعتداء، وهناك سبب للاعتقاد بأننا نعرف الجاني. متأهبون للرد اعتماداً على (نتائج) التحقيق. ننتظر أن نسمع من المملكة عمن يعتقدون أنه سبب هذا الهجوم. تحت أي ظرف سنمضي قدماً".
الأمين العام لمنظمة العفو الدولية يحذر من تدخل عسكري أمريكي للرد على الهجمات التي استهدفت أرامكو السعودية، مؤكداً أن هذا التدخل سيفاقم معاناة الشرق الأوسط تماماً مثل غزو العراق

وبرغم تبني جماعة الحوثي اليمنية الهجمات التي قالت إنها نفذت بـ10 طائرات درون، استبعد عدد من المسؤولين الأمريكيين، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، أن تكون الهجمات انطلقت من اليمن.

وفي 16 أيلول/سبتمبر، قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اتصال هاتفي أن واشنطن تدرس كل الخيارات المتاحة بشأن كيفية الرد على هجوم معملي النفط في بقيق وخريص.

وأوضحت أن إسبر أكد لبن سلمان دعم واشنطن الكامل للسعودية.

الرياض تتحدث عن أسلحة إيرانية

وبعد ساعاتٍ من اتهام ترامب إيران، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، في 16 أيلول/سبتمبر، "أسفرت التحقيقات الأولية عن كشف استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات (ضد منشأتي أرامكو) والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات".
كما أعلنت اعتزامها توجيه الدعوة لخبراء دوليين للمشاركة في التحقيق بشأن الهجوم الذي تسبب في تقليص إنتاج المملكة من الخام إلى النصف تقريباً، مشددةً على "قدرة المملكة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات".
وكانت الهجمات على بقيق السعودية التي تحتضن أكبر معمل لمعالجة النفط في العالم وحقل خريص النفطي في شرق المملكة، قد أدت إلى ارتفاع قياسي في أسعار الخام في الأسواق العالمية.
وقبل بيان الخارجية، أعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تركي المالكي في مؤتمر صحافي أن التحقيقات في هجمات "لا تزال مستمرة مع الجهات المختصة"، لافتاً إلى أن "النتائج المبدئية تدل على أن الأسلحة إيرانية ونحن نعمل حالياً على تحديد مكان انطلاق هذه الهجمات الإرهابية".
وشدد المالكي على أن "جميع الدلائل والمؤشرات الأولية تثبت أن الهجوم الإرهابي لم يكن من الأراضي اليمنية كما تبنت المليشيات الحوثية"، مبيناً أن السلطات ستكشف الموقع الذي تم منه إطلاق الطائرات المُسيرة في إفادة صحافية لاحقة.
وتقود السعودية تحالفاً تدخل عسكرياً في اليمن منذ عام 2015. وتتهمها منظمات حقوقية دولية ومحلية بالتسبب في تفاقم أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم، إذ خلفت عشرات الآلاف من القتلى.

وبينما رفضت إيران جميع الاتهامات بالمسؤولية عن هجمات بقيق وخريص ووصفتها بغير المعقولة، شدد الحوثيون على عزمهم المضي قدماً في استهداف المنشآت النفطية السعودية إذا لم يوقف النظام السعودي "حصاره وعدوانه على شعبنا اليمني".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard