شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"كاذبات وغيورات"... طارق رمضان يتحدث في التلفزيون عن ضحاياه وعن الجنس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 7 سبتمبر 201902:44 م

خلال مقابلة تلفزيونية بثت على الهواء مباشرةً، ومدتها 30 دقيقة، تحدث المفكر الإسلاموي السويسري مصري الأصل طارق رمضان، صباح 6 أيلول/سبتمبر عن الاتهامات الموجهة إليه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على 4 سيدات في فرنسا، مهاجماً المدعيات والإعلام والقضاء الفرنسي، ومشيراً إلى أنه "ضحية" مؤامرة ذات أبعاد سياسية.

المقابلة التي بثتها قناتا RMC وBFMTV الفرنسيتان، أجريت بناء على طلب رمضان الذي امتنع منذ بداية تداول الاتهامات بحقه في تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، وبعد اتهامه رسمياً في شباط/فبراير عام 2018، عن الإدلاء بأي تصريح.

الإعلامي الفرنسي الذي استضاف رمضان، جان جاك بوردين، رد في البداية على من سيتهمونه بمنح رمضان فرصة لـ"هجوم المضاد" على الشاكيات، فقال مخاطباً رمضان: “أنت بريء حتى تثبت إدانتك. تهمك لم تثبت قانونياً. أنا لا أمنحك منصة، بل أمنحك فرصة التحدث".

"كذبتُ لحماية أسرتي"

خلال المقابلة، سعى رمضان إلى إثبات أنه "ضحية مؤامرة متكاملة الأركان" من النساء اللواتي اتهمنه بالاغتصاب وبالاعتداء الجنسي العنيف عليهن، في حين اتهمهنّ هو بالكذب، واتهم وسائل الإعلام بأنها لم تراعِ خصوصيته، والقضاء الفرنسي بأنه منحاز ضده.

وأشار إلى أنه كان في الولايات المتحدة لإلقاء محاضرات في الفترة التي تقول فيها المدعية الأولى إنه اعتدى عليها أثناءها في ليون الفرنسية.

لكن صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية دحضت قوله، مشيرةً إلى أن الاتهام يحدد يوم 23 أيار/مايو عام 2014 لارتكاب الجريمة، في حين كانت محاضرات رمضان في الولايات المتحدة خلال يومي 24 و25 من الشهر نفسه، لافتةً إلى أنه كان في البلدين في التوقيتين المذكورين.

وأنكر رمضان حدوث أي اتصال جنسي مع هذه المدعية، قبل أن يعترف للمحققين، في تشرين الثاني/أكتوبر عام 2018، بممارسة الجنس مع المُتَهِمَتين الأخريين له بالتراضي، نافياً اغتصابهما.

وخلال المقابلة رد على تساؤل عن سبب كذبه، قائلاً: "كنت أعرف أن كل ما سأقوله ستنقله وسائل الإعلام. أردت أن أحمي نفسي وعائلتي. لقد كان ذلك خطأ، كان علي أن أقول الحقيقة"، مردفاً "أعتذر من عائلتي، ومن الله ومن أولئك الذين ربما خاب أملهم بي في المجتمع المسلم".

ثم أضاف: "في حياتي، تصرفت بطريقة تتناقض مع بعض مبادئي".

لكنه استطرد"كذبي مختلف تماماً" عن كذب النساء اللواتي يتهمنه بالاغتصاب، معتبراً أنه "إذا كان من الضروري وضع كل الذين يكذبون بشأن علاقاتهم التي تتم بالتراضي وحياتهم الخاصة في السجن، فسيكون من الضروري وضع نصف سكان فرنسا في السجن".

وتابع: "منذ فبراير، يعرف القضاة الرسائل القصيرة التي أرسلتها كريستيل (المدعية الرئيسية الثانية) قبل اللقاء وبعده. هل يمكن أن تقول أي امرأة مثل هذه الأمور بعد الاغتصاب؟". ويشير رمضان إلى رسالة كتبت فيها المدعية "افتقدتك بمجرد المرور من الباب". هذه الرسالة أكدت للمحققين أن المدعية أرسلتها قبل اللقاء.

"أكره العنف ضد النساء"   

وعلى الرغم من أن المحققين كتبوا في تقاريرهم أن هذه الرسالة كانت "محيرة، لأنها تظهر المدعية وكأنها كانت مسرورة من الليلة السابقة". غير أن القضاة وجدوا "أدلة جدية ومتناسقة" كافية لإبقاء طارق رمضان في قفص الاتهام في هذه القضية.

وعلق رمضان قائلاً "الفريق الجنائي توصل الآن إلى الاستنتاجات نفسها. لا يوجد أي اغتصاب".

وعن موقفه من العنف الجنسي، قال رمضان "لم أكن يوماً عنيفاً مع النساء. أكره العنف وأنا رجل سلام. لم أفعل ذلك يوماً".

دريفوس الضحية

سعى المفكر الإسلامي في مقابلة الجمعة إلى تصوير نفسه ضحية في القضايا المرفوعة بحقه، حتى أنه لم يتردد في تشبيه نفسه بـ"ألفريد دريفوس"، الجندي الفرنسي الشهير الذي راح ضحية اتهام ملفق بالخيانة في نهاية القرن التاسع عشر، قبل أن تتضح براءته عام 1898 وأصبح رمزاً للبريء الذي اتهم زوراً. 

قال رمضان: "أنا ضحية ظلم. لن أسمح لنفسي بالاستسلام وسأقاتل. فرنسا كلها وقفت ضد دريفوس، وكانت مخطئة".

"كاذبات ونساء غيورات"، هكذا وصف المفكر الإسلاموي السويسري طارق رمضان من اتهمنه بالاغتصاب، معترفاً بالكذب ومعتذراً من أسرته. وأقر بارتكاب أفعال تعارض مبادئه، طالباً العفو والغفران من الله والمجتمع المسلم 
في 11 أيلول/سبتمبر، ينشر المفكر الإسلاموي طارق رمضان كتابه "واجب الحقيقة" الذي يزعم فيه أن من رفعن عليه دعاوى قضائية بتهم الاغتصاب "كاذبات انتقمن بدافع الغيرة"، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية

تشبيه رمضان نفسه بدريفوس استفز الكثيرين في فرنسا، ودفع محامي الادعاء الفرنسي جوناس حداد إلى التعليق عبر حسابه في تويتر قائلاً: "يقارن رمضان نفسه بدريفوس ويتساءل هل سيغفر للمدعيات أم لا… هذا الاتهام المعاكس الأكثر جوراً".

وكتب محامي ادعاء آخر يدعى إريك موران على تويتر: "دعونا نتذكر دوماً، هناك علاقة واحدة فقط بدريفوس. كل الأمور الأخرى غير لائقة".

تشكيك في نزاهة القضاء الفرنسي

ومساء 6 أيلول/سبتمبر، بث رمضان عبر حسابه الرسمي على تويتر بياناً صحافياً، ورد فيه: "إن التحقيقات الجديدة وتقارير لجان وحدة التحقيقات الجنائية كلها تبرئ طارق رمضان وتكشف الأبعاد السياسية لهذا الإخفاق القضائي".

واعتبر البيان الصادر عن مكتبه الأوروبي أن "موقف قضاة التحقيق في هذه القضية يثير العديد من الأسئلة"، ولفت إلى ذكر اثنين من ألد خصوم رمضان في القضية.

ثم شدد مجدداً على أن "الأمور واضحة وضوح الشمس، هذه القضية مسيسة وتجب مقاربتها في سياق المجتمع الفرنسي وكراهية الإسلام التي تطورت (خاصةً عبر وسائل الإعلام) وما يمثله طارق رمضان. من الواضح أن الأخير شخصية مؤثرة، وهذا ما يجعل منه هدفاً يسعى الخصوم إلى إزالته من الساحة الفكرية والعامة".

"كاذبات انتقمن بدافع الغيرة"

وتأتي المقابلة والبيان قبيل بضعة أيام من إصدار كتاب لرمضان يتوقع أن يهاجم فيه المدعيات ووسائل الإعلام وتناولها لقضيته والقضاء الفرنسي.

وتطلق دار النشر الفرنسية برس دو شاتلي كتاب "واجب الحقيقة" الذي يرد في 288 صفحة في 11 أيلول/سبتمبر الجاري، ومن المقرر أن يباع مقابل 18 يورو.

وفي أثناء المقابلة، وعد رمضان بكشف "كل ما تم إخفاؤه". في حين أوردت "لوموند" الفرنسية بعض المقاطع من الكتاب، أبرزها "صاحبات الشكاوى؟ النساء اللواتي شعرن بالغيرة أو بالخيانة فبحثن عن حيلة لتسوية الحسابات. جميعهن كاذبات".

وكان رمضان قد احتجز من شباط/فبراير حتى تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018. ورغم الإفراج عنه، بقي تحت رقابة قضائية صارمة، تمنعه من مغادرة فرنسا وتلزمه بتقديم تقرير إلى مركز الشرطة مرة في الأسبوع.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard