شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"جلوس الأزواج في المقاهي وراء زيادة نسبة الطلاق"... ولذلك قرّر محافظ الإسماعيلية إقفالها باكراً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 30 يوليو 201907:53 م

بحسب محافظ الإسماعيلية المصرية حمدي عثمان، فإن جلوس الرجال في المقاهي حتى وقت متقدم من الليل يساهم في زيادة حالات الطلاق، ومن أجل ذلك قرر أن تغلق المقاهي أبوابها أمام سكان المحافظة قبل الساعة الواحدة صباحاً في الصيف، وعند منتصف الليل في الشتاء، وهو القرار الذي سبّب بعض الجدل في دولة معروفة بأن غالبية مقاهيها تعمل 24 ساعة.

ويقول عثمان لرصيف22 إن قراره اعتمد على قصص عن غضب زوجات من أزواجهن وصلت إلى طلب الطلاق منهم لأنهم يتركون منازلهم ويظلون جالسين في المقاهي فترات طويلة من دون الاهتمام بهن وبأبنائهم.

ويشرح عثمان أن حالات الطلاق في محافظته زادت بدرجة كبيرة في الفترة الأخيرة، ووصلت إلى 1722 حالة شهرياً، مؤكداً أن جلوس الأزواج في المقاهي ساعات طويلة هو أحد الأسباب الرئيسية لبعض تلك الحالات.

ويرى المحافظ أن غلق المقاهي مبكراً يساهم، بالإضافة إلى توفير الكهرباء وجعل سكان المحافظة يهتمون أكثر بأعمالهم، في جعل الأزواج يعطون أبناءهم وقتاً أكثر، وهذا ما يقلل من المشاكل النفسية التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء الأبناء بسبب غياب الأب عن المنزل ساعات طويلة.

لا يعتبر عثمان أن قراره ضد حرية المواطنين في السهر، كما لا يرى أن الهدف منه تغيير طبيعة مصر كدولة من الدول العربية القليلة التي لا تنام، قائلاً إن الحرية لا تعني السهر في المقاهي ولا "خراب البيوت".

بحسب محافظ الإسماعيلية المصرية حمدي عثمان، فإن جلوس الرجال في المقاهي حتى وقت متقدم من الليل يساهم في زيادة حالات الطلاق... ولذلك قرّر إقفال المقاهي في وقت مبكر 
 "المقاهي لا تتسبب بزيادة حالات الطلاق كما يدعي محافظ الإسماعيلية... أهم الأسباب هو الفقر"، هكذا علّق صاحب أحد المقاهي على قرار الإقفال المبكر، في وقت ربطه المحافظ بحماية الأسرة وزيادة الإنتاجية

وبحسب إحصائية صدرت عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية في آذار/ مارس الماضي، يشكل مدخنو النرجيلة أو الشيشة كما يطلق عليها المصريون في المقاهي نحو 19.9 في المئة من عدد المدخنين في مصر، بمعدل 17.2 في المئة في الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة، و18.6 في المئة للفئة العمرية من 30 إلى 44 سنة، و23.4 في المئة للفئة العمرية من 45 إلى 59 سنة، و27.3 في المئة للفئة العمرية من 60 إلى 69 سنة، في حين يصل استهلاك "تبغ المعسل" إلى 50 ألف طن سنوياً، وتكلفته 3 مليارات جنيه.

وتبلغ نسبة المدخنين، بحسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومراكز الإحصاءات الرسمية، 21 في المئة من إجمالي عدد سكان مصر، يضاف إليهم 23 في المئة من المدخنين السلبيين، ويموت سنوياً 171 ألفاً لإصابتهم بأمراض تتعلق بالتدخين.

وكان النائب سمير البطيخي تقدم، في العام 2018، بمشروع قانون يهدف لإغلاق المقاهي في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، لكن كان هدفه مختلفاً عن هدف محافظ الإسماعيلية، إذ قال حينذاك: "كيف لمواطن أن يسهر حتى الثالثة أو الرابعة صباحاً ونطلب منه أن يذهب للعمل بعد بضع ساعات؟".

وبرّر البطيخي وقتها أن مشروع قراره يعتمد على دراسة تقول إن إنتاجية العامل المصري 28 دقيقة في اليوم الواحد، معتبراً أن غلق المقاهي سيزيد من إنتاجيته ويجعله يهتم أكثر بعمله.

وفي اتصال هاتفي مع رصيف22، يقول النائب المصري إنه سيتقدم بمشروع جديد يطالب بإغلاق المقاهي قبل منتصف الليل في القاهرة حتى لا تتأثر الأسر المصرية بجلوس الرجال فترات طويلة في المقاهي، معتبراً أن ما قام به محافظ الإسماعيلية قرار سليم ويجب أن يطبق في سائر المحافظات.

من جانبه، يقول محمد عبد الباسط، صاحب أحد المقاهي في منطقة بولاق الدكرور، وهي إحدى المناطق الشعبية في محافظة الجيزة، إن المقاهي تجعل المصريين ينفسون عن غضبهم وتعطيهم فرصة لمقابلة أصدقائهم ونسيان المشاكل الاقتصادية التي تمر بها مصر، مؤكداً أن "لا أحد يستطيع إرغام المصريين على عدم السهر في المقاهي".

وبحسب عبد الباسط، فإن المقاهي لا تتسبب بزيادة حالات الطلاق كما يدعي محافظ الإسماعيلية، معتبراً أن أهم أسباب الطلاق هو الفقر، وطالباً من الحكومة أن تعمل على "تحسين ظروف المصريين بدلاً من التضييق عليهم في المكان الذي يستمتعون فيه بوقتهم".

ووفقاً للإحصائيات الرسمية، هنالك نحو مليوني مقهى فى مصر، 150 ألفاً منها في محافظة القاهرة، ومقدار إنفاق المترددين إليها %40 من رواتبهم. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard