شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
مواقع وتطبيقات الإنترنت كوسائل للبحث عن الحبيب/ة… هل تصلح لذلك؟

مواقع وتطبيقات الإنترنت كوسائل للبحث عن الحبيب/ة… هل تصلح لذلك؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأربعاء 3 يوليو 201902:36 م

اختلف إيقاع حياتنا وطبيعة علاقاتنا بشكلٍ سريعٍ ودراماتيكي، بعد الأحداث التي مرّت بالشرق الأوسط من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى الانفتاح على وسائل التكنولوجيا، السوشيال ميديا، وما تقدّمه من خدمات وتسهيلات في حياتنا اليوميّة، ولربما أيضاً تعقيدات...

وبالنظر لبعد المسافات بين الأفراد المنتمين لمجتمعٍ واحد، وصعوبة الالتقاء واللقاءات العفويّة بين الذكور والإناث، بالنظر إلى طول ساعات العمل والدراسة، في بلدانٍ تبعد مسافات جغرافيّة وثقافيّة عن بلادنا كشرق أوسطيين، بدأ الراغبون في الارتباط أو الالتقاء "بالحبيب/ة" يجرّبون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيسبوك" كمنصّةٍ اجتماعيّةٍ واسعة تمكّنك من التعرّف على الأشخاص دون إبداء الرغبة في الارتباط أو حتى الإعجاب كمرحلةٍ أوّليّة، حتى أنه يمكنك مراقبة الشخص محط الإعجاب بصمتٍ على فتراتٍ طويلة للتأكّد من وجود اهتماماتٍ مشتركة.

تأتي تطبيقات المواعدة "dating apps" أيضاً كأحد خيارات التعارف، رغم أنها فكرة غربيّة بدايةً، ولكن يجد فيها العديدُ من العازبين والعازبات العرب طريقةً للتعارف، توصلك مباشرةً لهدفك دون حركات "اللفِّ والدوران".

هل بات ممكناً أن تقول الفتاة علناً إن لها حساب على تطبيقات المواعدة؟ هل يعيبها ذلك في نظر المجتمع العربي؟

إن العرض فيها مباشر: تضع صورتك، تكتب معلومات عنك، وتكتب ما هو هدفك من الاشتراك في التطبيق، سواء كان زواج أو علاقة عاطفيّة أو علاقة عابرة أو حتى للتسلية فقط. الأمور واضحة وعليك فقط أن تجد من يشاطرك نفس رغبتك، والتعرّض للرفض هنا أسهل من السؤال المباشر شخصياً.

هل ممكن أن ترتبط/ي بشريك/ة عن طريق الإنترنت؟

طرحت السؤال التالي على مجموعات في "فيسبوك"، أغلبها مكونة من فتياتٍ وليس جميعها: هل ممكن أن ترتبط/ي أو تبحث/ي عن شريك عن طريق الفيسبوك أو تطبيقات المواعدة؟ تفاعل مع السؤال 53 شخصاً، 17 منهم يرفضون كلّ من الفيسبوك أو تطبيقات المواعدة للتعرّف على أشخاص، والباقي كانوا أكثر ميلاً لاستخدام الفيسبوك بالمقارنة مع تطبيقات المواعدة. الرافضون لاستخدام العالم الافتراضي أو التطبيقات، يرون فيها احتمالاً أكبر للتزييف والغشّ، أو رسم صورةٍ ورديّةٍ للشخص الآخر يمكن أن تؤدي إلى صدمةٍ كبيرة عند لقائه.

ذكرت إحدى السيدات عبارة "البنت مطلوبة وليست طالبة"، وعلّقت "راما. أ" بأن تطبيقات المواعدة بالنسبة لها مستبعدة، لأن فكرة الارتباط من وجهة نظرها تأتي بعد أن تقابل الشخص الذي حرّك هذه الرغبة لديها وليس العكس، وذهبت في ذلك لدرجة تشبيه اختيار الأشخاص من الـ dating apps كتجربة شراء حذاء، فإذا لم يعجبك ترميه وتجرّب غيره! في حين أن الكثيرات تحدّثن عن قصص حبٍّ تكلّلت بالخطبة والزواج بعد تعارفٍ طويل على فيسبوك، بشرط الالتقاء الشخصي والحقيقي بعد مدّة، لتكوين الفكرة الكاملة عن الشخص، وفضّلن فكرة فيسبوك عن تطبيقات المواعدة لأنها تعطي القدرة على التعرّف على أفكار الشخص وطريقة تعامله الافتراضيّة مع الآخرين، كما أنها ليست مباشرة في الطرح، الأمر الذي رأى فيه البعض ميزةً... وأشاطرهم هذا الرأي، حيث أن المباشرة في الطرح تقلّل من فرص إضاعة الوقت وربما تكون أكثر نضجاً.

أما "راف.ج" فقد عبرّت بأن تجربتها مع هذه التطبيقات كانت ناجحة، رغم أنها عندما جرّبتها كانت تظنّها لتعليم اللغة بين الطلاب! غير أن الفكرة جديدة على المجتمع العربي وقد يستعملها بعض الشباب للتسلية. والبعض ينتقدها كفكرة عرضٍ للشكل الخارجي للشخص فقط، وتستطيع أن تقلّب الصور جيئة وذهاباً، وكأنك تنظر إلى كتالوج أو مجلّة وتقيّم الأمور الخارجيّة فقط. رغم صحّة هذا الجانب، إلّا أن هذا أيضاً ما كان يحدث في الزيجات التقليديّة، حيث تذهب الوالدة وتبحث بين النساء على الأجمل وتتفحّص كلّ ما هو سطحي فيها وتقيّمها لتعطي ابنها الإشارة بالموافقة أو الرفض، وحتى التوصية بهذه أو تلك.. ولكن هنا الفرصة متوفّرة للطرفين، وبعد المقابلة الشخصية قد يستمرّان في اللقاء وقد لا يتم أيّ إعجاب، والأمر هنا ليس فقط إعجاب بالشكل وإنما الحديث والتعاطي، إلى آخره...

في إجاباتٍ متنوّعة للشباب كانت أكثر جرأة، هناك من قال بصراحةٍ أنه يستعملها فقط للبحث عن شريكٍ لعلاقةٍ جنسيّة فقط، وفي الحقيقة قد ذُكر لي أن هناك مواقع معروفة مستخدمة فقط لهذه الغاية. وهذا ما ذكره شاب آخر، (ب.س)، في العشرينيات من عمره ويقطن برلين، حيث قال إن هذه التطبيقات مناسبة فقط للجنس، ولما يُسمى بالـ ONS (أي لليلة واحدة).

أما "إياد. أ"، فكان رأيه أن التعارف لا بدَّ أن يكون حصرياً على أرض الواقع، وإلا سيكون الموضوع برمّته افتراضياً وسيُصدم الطرفان عند اللقاء... إذا التقيا!

الملفت أن هذا الرأي يتوافق مع عددٍ مهم من الشباب، حيث ذكر لي صديق يقطن في أمريكا أن أصدقاءه الشباب غالباً يتناولون هذه التطبيقات فقط للتسلية، في حين تتعامل معه الفتيات والسيدات بجديّة أكبر، وعلّق أحد الشباب أن العلاقات على مواقع التواصل هي عبارة عن كذب بكذب!

طبعا هذا لا ينفي وجود من ينتقد هذه الآراء تماماً، كما قال الصديق محمد النمكي: "أنا كرجل أنظر إلى جوهر الروح مع الجمال والتناغم، والبداية ممكن أن تكون من وسيلةٍ عامة". وعلّق "كنان. د"، بأنه من وجهة نظره، فرص الدخول بعلاقة بسبب السوشيال ميديا مساوية تماماً لفرص تكوين العلاقات بالواقع.

تأتي تطبيقات المواعدة "dating apps" أيضاً كأحد خيارات التعارف، رغم أنها فكرة غربيّة بدايةً، ولكن يجد فيها العديدُ من العازبين والعازبات العرب طريقةً للتعارف، توصلك مباشرةً لهدفك دون حركات "اللفِّ والدوران".

في سؤال البحث عن حبيب/ة عن طريق الإنترنت، كانت إجاباتٍ أكثر جرأة، هناك من قال بصراحةٍ أنه يستعملها فقط للبحث عن شريكٍ لعلاقةٍ جنسيّة فقط، وفي الحقيقة قد ذُكر لي أن هناك مواقع معروفة مستخدمة فقط لهذه الغاية.

ويا ترى إذا تعرّف شاب عربي على فتاة على فيسبوك، أو حتى على تطبيق المواعدة هل سينظر لها يوماً بنظرة الشكّ أو سيراها أقلّ قيمة من غيرها؟ هل سيُقبل الشاب التقليدي على خطبتها فعلاً؟

يبقى السؤال أين ذهبت تلك العفوية في إبداء الإعجاب؟ لماذا علينا أن نختبئ وراء الشاشات لنعبّر عن رغبتنا في التعارف ولماذا بتنا نخاف من الرفض؟! هل هو ارتفاع "الأنا" لدرجة تجعلنا نخسر تعبيراً عفوياً جميلاً عبر نافذة الجيران، أو نظرات مفعمة بالسحر في حفلةٍ ما أو اجتماع، عندما تقع عيناك على شخصٍ يرفع عندك مستوى الأدرينالين؟ هل هذا تطوّر طبيعي ضمن سياق الحياة التي نعيشها وضآلة وقت الفرح والعفوية؟ أم هو اختلاف في طبائع البشر؟ ويا ترى إذا تعرّف الشاب العربي على فتاة على فيسبوك، أو حتى على تطبيق المواعدة هل سينظر لها يوماً بنظرة الشكّ أو سيراها أقلّ قيمة من غيرها؟ هل سيُقبل الشاب التقليدي على خطبتها فعلاً، أو سيبقيها خياراً إذا انعدمت الخيارات التي تبحث ضمنها والدته؟ هل بات ممكناً أن تقول الفتاة علناً إن لها حساب على تطبيقات المواعدة؟ هل يعيبها ذلك في نظر المجتمع العربي؟

بالنسبة لي، وكباحثةٍ في هذه المواضيع الاجتماعية من فترة لا بأس بها، وقد قمت بتصوير فيديو يوتيوب عن هذا الموضوع تحديداً، وبحثت عن الإجابة بين أشخاص من عدّة جنسيّات، أرى أنه ضمن ظروف الحياة الحديثة لا يمكننا استثناء أو إقصاء أيٍّ من وسائل التعارف، سواء التقليديّة منها أو التي تأتي عن طريق الصدفة، وأخيراً السوشيال ميديا أو تطبيقات المواعدة dating apps، وأرى أن نسبة الخداع قد تكون متساوية بين كلّ وسائل التعارف العاطفي المتوفّرة في حيواتنا في هذا الزمن، وبالتالي، الوعي والحذر مطلوب مهما اختلفت وسائل التعارف، والمشكلة تكمن غالباً، من وجهة نظري، في رفع سقف التوقعات.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard