شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
محمد بن سلمان: ما حدث لخاشقجي

محمد بن سلمان: ما حدث لخاشقجي "جريمة لم يسبق حدوثها في تاريخ السعودية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 16 يونيو 201901:51 م

وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر الماضي بأنها "جريمة لم يسبق حصولها في تاريخ المملكة” وهي "جريمة مؤلمة جداً"، تتناقض مع قيم ومبادئ السعودية على حد تعبيره.

تصريح بن سلمان جاء في حوار مطول مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، نشر الأحد 16 يونيو، تطرق فيه كذلك إلى العلاقات مع إيران مؤكداً أن الرياض لا تريد حرباً في المنطقة، لكنه شدد على أن بلاده لن تتردد في التعامل مع أي تهديد للشعب السعودي وسيادته ومصالحه الحيوية بحسب قوله.

وقال بن سلمان إن ما حدث لخاشقجي "جريمة لم يسبق حصولها في تاريخ المملكة"، مضيفاً أن بلاده قامت بالإجراءات اللازمة، سواء من خلال المسار القضائي لمحاسبة كل المشاركين في الجريمة، أو من خلال اتخاذ الإجراءات التنظيمية لمنع حصول مثل هذه الجريمة التي وصفها بالمؤسفة مستقبلاً.

واعتبر بن سلمان أن المملكة "دولة يسودها القانون ومن غير المقبول التعرض لحياة مواطن بهذا الشكل المؤلم تحت أي ظرف من الظروف” وأضاف: "بكل أسف المتهمون بارتكاب الجريمة هم موظفون حكوميون"، مؤكدًا أن بلاده تسعى لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل.

وطالب بن سلمان كل من يسعون لاستغلال القضية سياسياً، أن يتوقفوا عن ذلك ويقدموا ما لديهم من أدلة للمحكمة في المملكة بما يساهم في تحقيق العدالة، بحسب قوله.

"أيدنا فرض عقوبات على إيران"

وعن إيران قال ولي العهد السعودي إن الرياض أيدت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، إيماناً منها بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه طهران، قائلاً إنه يتمنى أن يختار النظام الإيراني أن يكون "دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي".

وعن الاعتداءات على ناقلات النفط في الخليج واستهداف منشآت نفطية في المملكة ومطار أبها السعودي، قال بن سلمان إن الهجمات تؤكد أهمية مطالب السعودية من المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم إزاء "نظام توسعي يدعم الإرهاب وينشر القتل والدمار على مر العقود الماضية، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع"، منتقداً توظيف طهران العوائد الاقتصادية للاتفاق النووي واستغلالها لدعم أعمالها العدائية في المنطقة ودعم آلة الفوضى والدمار على حد قوله.

لكن بن سلمان شدد على أن "يد المملكة دائماً ممدودة للسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها" مضيفاً أن النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفاً في إيران فقام أثناء زيارته بالهجوم على ناقلتين إحداهما يابانية. واتهم ولي العهد "ميليشيات” إيرانية بالهجوم على مطار أبها السعودي، ما اعتبره دليلاً واضحًا على نوايا النظام الإيراني التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها وفق تعبيره.

علاقات استراتيجية مع واشنطن 

محمد بن سلمان تحدث عن علاقات بلاده بواشنطن واصفاً إياها بالاستراتيجية وبأنها عامل أساسي في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها.

وشدد على أن العلاقات السعودية الأمريكية لن تتأثر بحملات إعلامية "أو مواقف من هنا وهناك” على حد قوله، مؤكداً أن السعودية تسعى بشكل دائم لتوضيح الحقائق والأفكار “المغلوطة" لدى بعض الأطراف في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، مشدداً على أن المملكة تستمع لكل ما يطرح وتستفيد من الطرح المنطقي والموضوعي، لكنه لفت إلى أن "أولويتنا هي مصالحنا الوطنية".

"مليشيا الحوثي عطلت الجهود"

تطرق بن سلمان في حواره مع الشرق الأوسط  إلى الأزمة اليمنية، قائلاً إن الرياض دعمت كل الجهود المؤدية إلى حل سياسي للأزمة، متهماً "ميليشيا الحوثي" بتعطيل هذه الجهود وتقديم "أجندة إيران على مصالح اليمن وشعبه” على حد تعبيره.

وشدد ولي العهد السعودي على أن بلاده "لا يمكن أن تقبل" بوجود ميليشيات خارج مؤسسات الدولة على حدودها، مشيراً إلى أن هدف السعودية ليس فقط "تحرير اليمن من الميليشيات الإيرانية، وإنما تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن" على حد قوله.

أما بشأن السودان، أكد بن سلمان أن السعودية يهمها "كثيراً أمن السودان واستقراره" ليس للأهمية الاستراتيجية لموقعه وخطورة انهيار مؤسسات الدولة فيه فحسب، ولكن لروابط الأخوة الوثيقة بين الشعبين، على حد وصفه واعداً بالاستمرار في "الموقف الداعم للسودانيين”. 

"جريمة لم يسبق حصولها في تاريخ المملكة” هكذا وصف ولي العهد السعودي اغتيال جمال خاشقجي في حوار مطول مع صحيفة الشرق الأوسط تناول اليمن وسوريا وإيران والسودان وعلاقة بلاده بواشنطن وأنقرة.

وعن سوريا قال بن سلمان إن بلاده تعمل مع "الدول الصديقة" لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ومنع عودة سيطرة التنظيمات الإرهابية، والتعامل مع النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، وتحقيق الانتقال السياسي بما يحافظ على وحدة سوريا. 

أما عن العلاقات بين بلاده وتركيا التي تأزمت أكثر بعد مقتل خاشقجي، قال ولي العهد السعودي إن المملكة تسعى لأن تكون علاقاتها قوية مع كل الدول الإسلامية، بما فيها تركيا، لأن في هذا "مصلحة المنطقة بشكل عام والعمل الإسلامي المشترك بشكل خاص".

وشدد بن سلمان على أن بلاده مستمرة في محاربة التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لهما، قائلاً إن السعودية "لن تضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard