شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
على أنغام أغنيةٍ، تلاميذُ المدارس يرقصون في إيران والنظام غاضب

على أنغام أغنيةٍ، تلاميذُ المدارس يرقصون في إيران والنظام غاضب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 10 مايو 201910:36 م

انتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو من رقص تلاميذ في مدارس إيرانية على أنغام اغنية "جنتلمان" لمغني البوب الإيراني المقيم في أمريكا "ساسي مانكن"، في احتفالات بمناسبة يوم المعلم في إيران( (2 مايو).

أثارت هذه المقاطع التي احتلت صدارة شبكات التواصل الاجتماعي، غضبَ شخصيات سياسية في إيران، حيث دعا وزير التعليم والتربية الإيراني، محمد بطحائي، شرطة الإنترنت إلى متابعة الموضوع وملاحقة مصدر نشر هذه المقاطع، كما وصف الأمرَ بأنه قضية سياسية و"مؤامرة الأعداء لتغيير الهويّة الدينية الإسلامية للأطفال الإيرانيين، ومحاولة الأعداء لخلق اليأس بين الشعب المتدين الثوري"، وقال: "اليوم يشنّ العدوّ حربا هائلة ومستمرّة علينا، يهدف من خلالها إلى تغيير هوية الجيل الحديث في البلاد".

 وزير التعليم والتربية الإيراني وصف الأمر بأنه قضية سياسية و"مؤامرة الأعداء لتغيير الهويّة الدينية الإسلامية للأطفال الإيرانيين".

من جانبه وصف نائب رئيس البرلمان الإيراني، علي مطهّري، مقاطع الفيديو هذه بأنها "مقاطع رقص مبتذلة"، وحثّ وزير التعليم على طرد مدراء هذه المدارس.

ردّ ساسي مانكن على نائب رئيس البرلمان الإيراني، عبر نشره نصّاً في صفحته على "إنستغرام"، وتحدّاه بأن یسمع الأغنية ويقاوم الرقص. 

وانتقد عباس كعبي عضوٌ في مجلس خبراء القيادة الإيراني رقص التلاميذ على أغنية ساسي مانكن، وقال إنها "برنامج مصمَّم مسبقًا"، وطلب من هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أن تتدخل في هذه القضية وترفع دعوى قضائية ضدّ المدارس في مكتب المدّعي العام.

كما أعلن مسعود ثقَفي، المتحدّث باسم وزارة التعليم والتربية الإيرانية، عن تحديد عوامل هذه الفيديوهات والتعامل معهم بجدّية.

وفقًا لقواعد النظام التعليمي والتربوي في إيران لا يُسمح للتلاميذ بالرقص، كما أنه لا يسمح باستخدام موسيقى البوب في المدارس.

نشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية المعتدلة والإصلاحية تقاریر دعمت رقص طلاب المدارس على أغنية "جنتلمان"، وقالت بأنه على المسؤولين السرورَ بفرحِ التلاميذ، وليس توجيه الانتقاد إليهم ومواجهتهم، ومن جهة أخرى اعتُبرت انتشار هذه الأغنية ذات الإيحاءات الجنسية بكلمات كـ"سكسي" و"قبلة"، بين تلاميذ المدارس، بأنه تحذير وإنذار للمسؤولين المعنیین بالشؤون الثقافية والتعلیمية في البلاد، بأنهم فشلوا في تربية الأطفال وتلاميذ المدارس على ما كانوا یسعون إليه بجدية من خلال فرض الضغوط، وإجبار التلاميذ بالالتزام بما یسمّونها "الثقافة الإسلامية الإيرانية"، حيث شهد المجتمع بالتالي إقبال الأطفال على أغاني غير مناسبة بدرجة أنهم يرقصون عليها ويردّدون كلماتها.

وحظيت هذه المقاطع بإقبال كبير من قبل غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، وقاموا بمقارنة هذه الأجواء بأجواء المدارس في العقود الماضية والتي كانت ذات قيود ومراقبة شديدة.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وحتى الآن يتمّ بث ونشر الأناشيد الدينية والثورية كثيراً في المناسبات المختلفة في المدارس، ووفقًا لقواعد النظام التعليمي والتربوي في إيران لا يُسمح للتلاميذ بالرقص، كما أنه لا يسمح باستخدام موسيقى البوب في المدارس الإيرانية ويمكن فقط توزيع الموسيقى التي تحظى بموافقة النظام.

موقف ساسي مانكن

ردّ ساسي مانكن على نائب رئيس البرلمان الإيراني، عبر نشره نصّاً في صفحته على "الإنستغرام"، وتحدّاه بأن یسمع الأغنية ويقاوم الرقص. وکتب: "استمعْ إلى اغنية (جنتلمان)، وإذا استطعتَ مقاومة الرقص، فأنت الفائز. هل أنت جادّ؟ تركتَ قضايا سعر الدولار وسعر اللحوم والغلاء وإلخ، واتّخذت الیوم موقفاً من أغنية (جنتلمن)؟؟؟".

وكان ساسي مانكن يعمل في إيران في ما يسمّى "موسيقى أندر غراوند"، وهي الموسيقي غير المسموح بها في إيران من قبل السلطات، لکنه تمّ اعتقاله عام 2010 في جزيرة كيش الإيرانية بعد إقامة حفل موسيقي. وبعد عامين خرج من البلاد واختار الولايات المتحدة للإقامة والعمل كحال آخرين من مطربي البوب الإيرانيين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard