شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
السعادة بألوان عربية

السعادة بألوان عربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الخميس 18 أبريل 201912:15 م
Read in English:

What is happiness to a young Arab?

يقدم رصيف22 هذه المادة من زملاء وزميلات "You22"، وهم/هن مجموعة مميزة من طالبات/طلاب جامعات في لبنان وتونس والأردن، تمّ اختيارهم/نّ للمشاركة في برنامج زمالة رصيف22 الذي ترعاه D-Jil، بالاعتماد على منحة مشتركة بتمويل من الاتحاد الأوروبّي، تشرف على تنفيذها CFI.

محمد البوغديري - تونس

"أبحث عن القيمة المضافة في أي شيء"

السعادة بالنسبة لي انعكاسٌ ما، رأيٌ ما، شيء أو فعل، وكل ما يجعل في صدورنا تلك الانتفاضات الجميلة، السعادة لا تمثّل أشياء كبيرةً بقدر ما تكمن في تفاصيل تجعلني أكون صادقاً في سعادتي، وهي ترتكز على ثلاث عناصر: الأشياء، الآخر والحبّ.

أعتبر أهمّ ما يحقّق سعادتي، الأشياء البسيطة التي لا تعني للعالم شيئاً ولكنّها بالنسبة لي مركز الكون، أحاول أن أوفّق بين معادلة ألا أعوّل كثيراً على الناس في كونهم سبباً لها، بل أبحث عن القيمة المضافة في أي شيء، دون انتظار، وبهذا أرى الجمال في كلّ ما يرسم نصف ابتسامة من أشياء محيطة بي. فصارت السعادة بالنسبة لي مرتبطة بجمال شوارع قديمة، بصناعة أشياء يدويّة، بالموسيقى، بالرقصات، باللون الأزرق، أو هذه الابتسامة العابرة لغريبة ما تمرّ هنا. السعادة أن تفرح لأن فيروز ترفع صوتها قليلاً في المقطع الثاني من أغنية "عهدير البوسطة".

فكرة ارتباط السعادة بالأشياء، عظيمةٌ، تجعلك عبداً للتفاصيل، وتجعل سعادتك مرتبطة بأشياء لا تكتفي منها، تفرح ولا تعرف لم تحبّ هذا الشيء كثيراً، رغم أنه ليس له أي قيمة أحياناً، تصير القيمة بصيرورة هذا الارتباط الوجداني الغريب العميق

فكرة ارتباط السعادة بالأشياء، عظيمةٌ، تجعلك عبداً للتفاصيل، وتجعل سعادتك مرتبطة بأشياء لا تكتفي منها، تفرح ولا تعرف لم تحبّ هذا الشيء كثيراً، رغم أنه ليس له أي قيمة أحياناً، تصير القيمة بصيرورة هذا الارتباط الوجداني الغريب العميق، فتصبح الأشياء ملجأك الذي تهرب إليه وتهدأ، تصبح عالمك الذي تكوّنه بحرص..

ندى إسماعيل - الأردن

يوم "أتقنت" السعادة

قد يستغرب الكثيرون من أنّ السعادة، ذلك الشعور "العَفَويّ" الجميل، يحتاج تدريباً وتمريناً.

أذكر قصصاً عن كثيرين حاولوا شراء جرعة السعادة، فخصّصوا لذلك الأموال وذهبوا بلداناً، قطعوا أشواطاً وعبروا من الأميال الكثير، لمقابلة الحكماء ذوي الخبرة، ثمّ وبعد عناءٍ علموا أنّ السعادة لا تُشترى، مجرّد قرار تتخذّه وطبع يحتاج عزيمة لتلتقط الجميل من حولك.

ذات صباح عزمتُ على تطبيق فكرة قرأتها في أحد الكتب، قررتُ الذهاب سعيدة! نعم بكلّ بساطة، مجرّد قرار لأُغيِّر برمجة عقلي، وأُختبر شعوراً جديداً، حيث كان التحدّي أن أوجّه عيني لكلّ جميل، فقط الأشياء الجميلة، وانقلب الحال مئةً وثمانين درجة، وأصبحتُ أرى في كلّ ما كان يُزعجني دافعاً قويّاً لأُصبح الإنسانة التي تصبو لتحقيق حُلمها! وكان هذا الدرس، السعادة قرار!

قد يستغرب الكثيرون من أنّ السعادة، ذلك الشعور "العَفَويّ" الجميل، يحتاج تدريباً وتمريناً.

وجدتُ أنّني كنتُ غافلةً عن كلّ هذا!

ذاك الشعور الذي يختلج في العمق، لا يعرف مكاناً خاصّاً، وليس حكراً على أحد، حالات لا يعرفها سوى مُتقني السعادة، فنٌ لا يُتقنه سوى من اختبره، رغم أنّها قد تقتحم شفتيك على هيئة ابتسامةٍ مُباغتةٍ، إلّا أنّها تحتاج كُفْئَاً يمرّن نفسه على السعادة.

من المثير معرفة أنّه في علم النفس يتمّ تصنيف من يرى الجانب الجميل في كلّ شيء، من يسعى للسعادة، بـ"الشخص النحلة".

فماذا تنتظر؟ قل مرحباً بكلِّ شغفٍ للسعادة.

نورا أبو حمزة - لبنان

عن حبّ الذات!

السعادة بالنسبة لي، هي وسيلةٌ لتركيز طاقتي الروحيّة والعقلية على الأشياء الإيجابيّة في الحياة، ورؤية العالم بعين التفاؤل.

عندما تصل الثقة بالنفس حدّاً لانهائياً، هذا يعني أنك بدأت أخيراً بحب ذاتك والإيمان بها، وبدأت أيضاً بالتركيز على أن تكون حيّاً ومتماسكاً.

الأمر يتعلّق دائماً بتحفيز نفسي نحو الأفضل، وقبول نفسي في أسوأ الحالات، سواء كان الأمر يتعلّق بدرجات تحصيلي، أو إخفاقاتي، أو جسدي، أو حتى بثور وجهي. ذلك أنه عندما تصل الثقة بالنفس حدّاً لانهائياً، هذا يعني أنك بدأت أخيراً بحب ذاتك والإيمان بها، والتركيز أيضاً على أن تكون حيّاً ومتماسكاً.

السعادة بالنسبة لي، هي أن يكون لدي أشخاصاً أصحّاء يحبونني ويدعمونني، والاستيقاظ صباحاً وبذهني هدف أسعى لتحقيقه.

 يمكن أن أصف السعادة بأنها القدرة على العيش بصحّة جيدة والقدرة على التفكير ومحبّة الذات والعالم المحيط.

هناك نقطة أخرى أودّ التركيز عليها وهي أن السعادة في الحياة تعتمد على المهنة التي نختار، هذا يعني، أنك لتكون سعيداً، يجب أن تتخذ قرارات حاسمة فيما يتعلّق بالمهنة التي تمارسها، لأن ممارستك لمهنة لا تحبّها ستجعلك شخصاً أسوأ، شخصاً لا ترغب أن تكونه، وهذا يؤثر عليك سلباً ويمنعك من تحقيق السعادة التي ترغب بها.

بالنسبة لي، لتحقيق سعادة طويلة الأمد، الأمر يحتاج إلى عملٍ جادٍّ وإرادةٍ إيجابيّة. السعادة شيء يصنعه الناس بمفردهم، وهي تعتمد حقّاً على البيئة المحيطة (طريقة تعاملك مع الأشخاص وطريقة تعاملهم معك، علاقاتك، إنجازاتك، عائلتك، منظورك، وعقلك..)

باسل النابلسي - الأردن

 أن تبقى عندما يتركك الجميع!

السعادة هي أن تحقّق ذاتك وكيانك المستقلّ بأفكاره وآرائه، أن تؤمن بذاتك وبأنّك تستطيع أن تبقى عندما يتركك الجميع. أنْ تعلم أنّك وصلت إلى مستوى من النضج والسموّ الفكري، يسمح لك بأن تجاري عواصف الحياة.

السعادة هي أن تحقّق ذاتك وكيانك المستقلّ بأفكاره وآرائه، أن تؤمن بذاتك وبأنّك تستطيع أن تبقى عندما يتركك الجميع.

أنْ تعلم أنّك وصلت إلى مستوى من النضج والسموّ الفكري، يسمح لك بأن تجاري عواصف الحياة.

ربما لا تكون السعادة بتلك البساطة، ربما يكون الموضوع بالغ التعقيد، عندما تسكن هذه البقعة من العالم "البلاد العربيّة"، إلّا أنى مازلت أؤمن أنه من الممكن الوصول إليها في أتعس بقاع الأرض، ومهما ساءت الأمور من حولك.

أحمد بالريش - تونس

مسرح السعادة الأبدي هو الفنّ: الإبداع والانسجام والتناغم مع الآخر

فلنتفق في البداية أن السعادة هي قبل كلّ شيء منهج حياة، تلك المجموعة من الأحاسيس والمشاعر الغريبة، التي باجتماعها وتمازجها، تحقّق نشوةً وتصنع، في لحظات من حياتك، متعةَ العيش.

البحث عن السعادة هو بحثٌ متجدّدٌ ومستمرٌّ ومتواصل، نعتقد في السعادة الملاذ الأرحب، نرى ذواتنا تشرب من كأس السعادة بشراهة ولا تشبع أبداً، ولكن ماذا تعني السعادة لنا؟ هل نتشابه في منظورنا لهذه القيمة؟

ثم ما الذي يصنع السعادة لنا؟

الارتقاء إلى منزلة السعادة هو نتاج التقاء وتقاطع جملةٍ من الإشارات والأحداث والمسارات، التي ينتظر منها أن تجعلنا في تناغمٍ مع الروح بكلّ أعماقها.

لكلّ منا تركيبة مختلفة، استطيقا وإتيقا فريدة، رؤى ومفاهيم متنوّعة، فالسعادة هي السعي إلى الاقتراب، قدر الإمكان، من آمالنا ورجائنا، فلا سعادة بدون حلم، الحلم يؤدّي إلى السعادة حتماً. 

أن تكون سعيداً، هي رغبةٌ جامحةٌ وبحثٌ متواصلٌ عن المروج والخضرة الكامنة في الروح والشخصية، وعملٌ دائمٌ على البقاء والاستقرار فيها. أعتقد أن مسرح السعادة الأبدي هو الفنّ، وهنا يقصد بالفنّ في مفهومه الواسع: أن تختار/ي الفنَّ درباً من دروب العيش يجعلك تحرص/ين كلّ الحرص على الإبداع والانسجام والتناغم مع الآخر.

اعتقادي بأن مسرح السعادة الأبدي هو الفن، وهنا يقصد بالفن في مفهومه الواسع : أن تختار/ي الفن درباً من دروب العيش يجعلك تحرص/ين كل الحرص على الإبداع والانسجام والتناغم مع الآخر

بشرى البابا - الأردن

لحظية السعادة!

السعادة مزيجٌ من المشاعر الإيجابيّة، يمكن أن نراها في كثير من الأشياء، ولا أعتقد أن لها تعريفاً معيّناً نختزلها فيه، لأنها بنظري لحظيّة، هي لحظات نشعر فيها بهذه المشاعر الجميلة.

وأعتقد أن أعظم سعادة للإنسان تكمن في الاطمئنان، في الراحة النفسيّة له، في هدوء قلبه وعقله، واستقرار عواطفه..

السعادة بنظري لحظيّة، يختلف مفهومها ودوافعها من إنسان إلى آخر، ولكننا جميعاً نتفق أنه بإمكاننا صنع السعادة بأيدينا لأنها قيمة مشتركة بين الإنسانية جمعاء.

السعادة بنظري لحظيّة، يختلف مفهومها ودوافعها من إنسان إلى آخر، كلّ حسب شخصيته وتفكيره، ولكننا جميعاً نتفق أنه بإمكاننا صنع السعادة بأيدينا، لأنها قيمة مشتركة بين الإنسانية جمعاء.

يمكن أن نشعر بالسعادة من أبسط الأشياء التي ربما لا ندرك ضخامة تأثيرها! فيمكن لكلمةٍ جميلةٍ أن تقلب يومنا وتملأه سعادة، ويمكن لابتسامة لطيفة أن تغيّر يوماً سيّئاً نمرّ به، والكثير من الأمور التي نستهين بها ربما تكون سبباً كافياً لتحقيق السعادة.

محمـــود المصـــري - ســوريا

أكون سعيداً... عندما أمسك فنجان قهوتي الساخن وأجعله قريباً من أنفي

البحث عن السعادة كان وما زال الشغل الشاغل للبشر، بعضهم وجدها، بعضهم ادّعى ذلك، وبعضهم مازال يبحث. وفيما يلي وصف مختصر وقصير يعبّر عن نفسي:

أكون سعيداً...

عندما أمسك فنجان قهوتي الساخن وأجعله قريباً من أنفي، لأغمض عيني بعدها وأستنشق بنفسٍ عميقٍ رائحتها المميّزة، التي لا يمكن وصفها إلاّ بقدرتها على ردّ الروح إلى الجسد.

عند اللحظة التي أرتوي فيها من كأس ماء بارد، بعد عطشٍ شديدٍ في يومٍ مشمسٍ حارّ.

أكون سعيداً...

عندما أستشعر جسمي ومعجزاته، فهل حقاً قدرتي على السير على قدمين بهذه البساطة؟ هل مجرّد الحركة التي أقوم بها لربط شرائط الحذاء بهذه البساطة؟ السعادة مراحل وأحوال وربما تبدأ باستشعار ما نملك (بدءاً من فنجان القهوة وانتهاءً بالجسد البديع) وضبط التفكير بما لا نملك.

السعادة...هي أن أعي أولاً وأستيقن آخراً، أنّي أنا، الإنسان الذي يُقاس طوله بالسنتيمترات، والموجود مع سبعة مليارات إنسان، على أرض مهما بلغت كبراً فلا تعدو كونها حبّة غبار، في كونٍ يمتدُّ قرابة مئة مليار سنة ضوئية، بأني لم أخلق، في هذا الكون المنظّم على مستوى كلّ ذرّة وعضو وجسم وكوكب ومجّرة، عبثاً، في هذا الكون الفسيح.

جمانة يوسف - الأردن

 لا أحد يمانع أن يشعر بالسعادة

لنبدأ بأسئلة بسيطة وعميقة في آن واحد، كيف لي أن أترجم سعادتي؟ ثم كيف أعرّف السعادة وأشعر أنها تغمرني؟ ما هي السعادة بالأساس؟

لُغةً هي نقيض الحزن، وقد يكون من الغريبِ معرفة أننا لا نستطيع تجنّب الحزن، ومحاولة صدّه أو تجاهله تجعله يتعمّق أكثر، في حين أننا نستطيع رفعَ لافتة التوقّف لشعور السعادة القادم.

أما اصطلاحاً فليس لها تعريف اتفق عليه الفلاسفة، لكن بما أننا موجودون ونفكّر ولنا فلسفتنا في الحياة، فأستطيع تفسيرها بأنها الأحداث والقناعات والأشخاص والأماكن التي رضينا عن وجودها معنا.

السعادة مجموعةٌ من اللحظات التي تبدأ وتنتهي، تتعاقب واحدة تلوَ الأخرى، وقد تتناقض الكلمات التالية، لكن الحياة لن تكون ممتعة بدون حزن، حيث أننا لن نستطيع تذوق طعم السعادة المرِّ بالعقبات الماضية والحلو بالأيام القادمة، لأننا لن نرضى أن نعيش سعداءَ دائماً، حتى إن لم نكن نمانع أن نشعر بها دائماً، ذلك الرضا هو مفتاح الشعور.

أشعّة الشمس التي تغمرني بالدفء في يوم ربيعي، وشعور الأمان الذي يجعلني أُغمض عيني اطمئناناً، أو ربما المحادثة مع صديقي بعد منتصف الليل عن كلّ مشاكلنا التي نجعلها شيئاً مضحكاً، أم ذلك الخيال الليلي تحت ضوء القمر والنجوم الذي يمنحني الرضا العظيم بأنني قد فعلتُ كل شيء، ولم يبق إلا أن أعدّ النجوم.. هذه هي السعادة

الرضا هو شعور عظيم بأنك قد وصلت إلى المعنى الأسمى للحياة، رضاي عن أشعّة الشمس التي تغمرني بالدفء في يوم ربيعي، وشعور الأمان الذي يجعلني أُغمض عيني اطمئناناً، أو ربما قدر الحياة الذي يجمعني مع شخص ظننتُ أني لن أجتمع به، وتلك المحادثة مع صديقي بعد منتصف الليل عن كلّ مشاكلنا التي نجعلها شيئاً مضحكاً، أم ذلك الخيال الليلي تحت ضوء القمر والنجوم الذي يمنحني الرضا العظيم بأنني قد فعلتُ كل شيء، ولم يبق إلا أن أعدّ النجوم، أو أنه شعوري بالإنجاز والصدق وتلك البساطة والعفوية.

قيامي بذلك الخطأ ورضاي عن استحقاقي العقوبة ومن بعده الندم، ذلك العطاء ما يوصلني إلى قمة الرضا ونشوة السعادة.

ذلك أن السعادة هي رضا وشعور، أصل به إلى الاكتفاء، ولا يمكنني حينها إلا أن أبتسم إشراقاً، بأن الطفلة الصغيرة في داخلي تحوّلت إلى وردة تفتّحت، وفاح منها عطرٌ لا يستطيع أحد أن يحجب تأثيره.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard