شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
باختصار، أصبح اليمن فيتنام السعودية

باختصار، أصبح اليمن فيتنام السعودية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الجمعة 29 مارس 201901:56 م

يٌنشر هذا المقال بالتنسيق مع "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجيّة" ضمن ملف نشره بعنوان "ذكرى دامسة: اليمن بعد أربع سنوات على التدخل العسكري بقيادة السعودية".

***

إن السؤال: أين نجحت وأين أخفقت السعودية في اليمن؟ هو السؤال الخطأ، ذلك أن السعودية خسرت في اليمن في اللحظة التي قررت فيها التدخل عسكرياً، ولم تتوقف عن الخسارة منذ ذلك الحين.

إن تدخل السعودية العسكري كان بمثابة اعتراف ضمني بفشل العملية الانتقالية اليمنية بعد انتفاضة عام 2011 – والتي تولت الرياض هندستها ورعايتها بشكل رئيسي، وفي حين يقال أن الحرب هي ممارسة للسياسة بوسائل أخرى، إلا أن اتخاذ قرار من قبل أغنى بلد عربي لقصف أفقر بلد عربي واعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لمعالجة فشل سياسي ودبلوماسي يظهر ضعفاً وانعداماً للرؤية، وليس تعبيراً عن القوة.

أين نجحت وأين أخفقت السعودية في اليمن؟ هو السؤال الخطأ، ذلك أن السعودية خسرت في اليمن في اللحظة التي قررت فيها التدخل عسكرياً، ولم تتوقف عن الخسارة منذ ذلك الحين.

 فقد أدت الكارثة الإنسانية إلى حرق صورة السعودية العامة في الخارج؛ حيث يقوم المشرعون الآن في واشنطن ولندن وعواصم أوروبية أخرى بمراجعة وتدقيق علاقاتهم بالرياض.
لن تنتهي الخسائر إلا حين يدرك المسؤولون أن الحرب ليست قابلة للانتصار اليوم، ولم تكن قابلة للانتصار حين بدأت، وقد حان الوقت لوقف النزاع المسلح والبحث عن مقاربة مختلفة.

لقد كانت السنوات الأربع لعملية “عاصفة الحزم” ثم “إعادة الأمل” – والتي تشير التقديرات أنها تكلف السعودية مليارات الدولارات شهرياً – بمثابة سلسلة من الإخفاقات على جميع الجبهات: فقد أدت الكارثة الإنسانية إلى حرق صورة السعودية العامة في الخارج؛ حيث يقوم المشرعون الآن في واشنطن ولندن وعواصم أوروبية أخرى بمراجعة وتدقيق علاقاتهم بالرياض بشكل متزايد، كما يتعجب القادة الإيرانيون من قلة كفاءة الجيش السعودي أمام ميليشيا متشددة، لكنهم في الوقت نفسه مبتهجون بأن الحرب أجبرت حركة الحوثيين المسلحة على أن تشد ظهرها بطهران أكثر من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، هناك ملايين الأشخاص في اليمن على وشك المجاعة، واقتصادهم في حالة خراب، ونسيجهم الاجتماعي في حالة تهتك مستمر، ولا تزال حكومتهم تعمل من المنفى في فنادق الرياض على بعد آلاف الكيلومترات عن العاصمة اليمنية، وخلال هذا الوقت، تسعى مختلف الفصائل المقاتلة على الأرض والمحسوبة على الحكومة اليمنية بنشاط وبصراحة إلى انتزاع سلطتها الخاصة.

باختصار، أصبح اليمن فيتنام السعودية، ومثل تلك المغامرة الأمريكية الكارثية في فيتنام، لن تنتهي الخسائر إلا حين يدرك المسؤولون أن الحرب ليست قابلة للانتصار اليوم، ولم تكن قابلة للانتصار حين بدأت، وقد حان الوقت لوقف النزاع المسلح والبحث عن مقاربة مختلفة.

***

مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور. تغطي إصدارات وبرامج المركز، المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard