شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الشيطان والكائنات الفضائية واليهود... أغرب النظريات حول بناء الأهرامات

الشيطان والكائنات الفضائية واليهود... أغرب النظريات حول بناء الأهرامات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 1 مايو 201711:19 ص

في شهر أبريل من كل عام، ومع ذكرى خروج اليهود من مصر، تطالعنا المصادر العبرية واليهودية بالحديث عن استعباد اليهود في مصر، وكيف تم تسخيرهم، في خدمة فرعون مصر، فضلاً عن ترداد اليهود لاشتراكهم في بناء الأهرامات المصرية. لكن ليس اليهود وحدهم من ادعوا أن لهم حظاً من حضارة بناء الأهرمات، فالكل يريد جزءاً من تلك التحفة الهندسية، التي "دوّخت" العلماء والكتّاب والفلكيين عبر التاريخ.

"اليهود بنوا الأهرامات"

 حتى مناحيم بيجين، الذي زار مصر عام 1977، روّج لتلك الشائعة. وهو كلام ليس بجديد، لكن الجديد هو تأكيد رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، يسرائيل فينكلشتاين، في دراسة نشرتها الصحافة الإسرائيلية، تزامناً مع الاحتفال بعيد الفصح، وخلص من الدراسة إلى استحالة مشاركة اليهود في بناء أهرامات الجيزة. واستند على أن الأهرامات بنيت في حقبتي المملكة القديمة والمتوسطة، وهو غير ممكن من الناحية الكرونولوجية، إذ تم إيقاف بناء الأهرامات قبل نهاية عهد المملكة المتوسطة، عام 1640 قبل الميلاد. وكان خروج اليهود من مصر مع النبي موسى، قد حدث بعد هذا التاريخ، لكن العام غير معروف بشكل دقيق. ويقول عالم الآثار الإسرائيلي: "لا شهادات على أننا نحن اليهود كنا في مصر، خلال عصر الأهرامات، كما لا توجد إشارات في مصر من الناحية التاريخية أو الآثارية توحي بوجودنا إبان فترة بناء الأهرامات". واعترفت صحيفة  يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن هناك العديد من الاكتشافات في مصر، تؤكد أن المصريين هم من بنوا الأهرامات، واعترفت أن المكتشفات في محيط الأهرامات تنفي استعباد المصريين لمن بنوها، عكس ما يردده اليهود.

 أغرب النظريات عن وجود الأهرامات

 سكان أتلانتس بنوا الأهرامات

يرى عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية مينيسوتا أجناتيوس لويولا دونيللي أن سكان قرية أتلانتس المفقودة، هم بناة الأهرامات. ونشر كتاب عام 1882 بعنوان "أتلانتس: العالم القديم"، تحدث فيه عن حضارة قارة أتلانتس المفقودة. via GIPHY

ومن الأمور التي أشار إليها دونيللي، بناء الأهرامات العتيقة على يد سكان هذه القارة. وتعتمد نظريته على أن سكان قارة أتلانتس المفقودة، بنوا مستعمرات في العالم كله، ومن المرجح أن يكون أقدمها هي الحضارة المصرية، كما استند إلى التشابه بين أهرامات أمريكا الوسطى والأهرامات المصرية. دحض نظرية دونيللي دحض عالم الآثار Kenneth Feder نظرية دونيللي في بناء الأهرامات المصرية، فأكد على اختلاف الشكل الهندسي والحسابات والطريقة المستخدمة في بناء أهرامات أمريكا الوسطى عن الأهرامات المصرية. ولفت الباحث في علم الآثار إلى أن الأهرامات المصرية القديمة، بنيت منذ 5000-4000 عام، بينما أهرامات أمريكا الوسطى بنيت حديثاً منذ 1500-3000 عام.

 بناها الشيطان

يرى القاضي جوزيف روثر فورد، قائد حركة "شهود يهوة"، أن الشيطان هو من بنى الأهرامات، وكتب في ذلك مقالة من جزأين عام 1928، عنوانها "المذبح المقدس في مصر".

via GIPHY

وأشار في مقالته إلى أن حكام مصر بنوا الأهرامات وأبا الهول تحت إمرة الشيطان، الذي أوحى لهم بطريقة بناء الأهرامات، كما أنه وضع معرفته في الحجر الأصم ليستخدم الأهرامات كعامل جاذب للناس ليصرفهم عن عبادة يهوة "إله اليهود".

 الأهرامات عبارة عن تلال

عرضت هذه النظرية في مؤتمر عالمي في ولاية فيلادلفيا، في 12 أكتوبر 1884، وتولى جورنال "فورت واين" نشرها. وفيها جاء الحديث عن أن بناء الأهرامات لم يكن عملاً معمارياً كما هو معتقد، بل كانت في الأصل عبارة عن تلال معزولة، استخدمت كمحاجر لبناء المعابد. وبالتالي تكونت أو بنيت من أعلى لأسفل، ومع الوقت أقدم مهندسو المحاجر على تشكيلها في هيئة هرم، لأنهم تميزوا بالعبقرية الفائقة، ونجحوا في تحويلها إلى الشكل النهائي الحالي. وأكدت النظرية أنه لم يكن هناك أشخاص أحضروا تلك الأحجار الضخمة، أو شكلوا العمل البنائي للهرم.

بناء الكائنات الفضائية للأهرامات

via GIPHY تحدث عالم الفلك روبرت بوفيل في كتابه "غموض مجموعة نجوم الجبار Orion Mystery" عن استحالة بناء الإنسان القديم للأهرامات. وقدم إثباتات على أن بناء الأهرامات المكونة من أحجار مقطوعة بدقة متناهية، يزن كل منها طنين، يستحيل حملها على قدرة الإنسان القديم. وأكد أن التكنولوجيا المتطورة للكائنات الفضائية هي من قامت ببناء الأهرامات.

وتسمى هذه النظرية أيضاً "نظرية ارتباط الأهرامات بحزام مجموعة أوريون"، وفيها شرح بوفيل نظرية الارتباط، أي ارتباط الأهرامات بـ "مجموعة الجبار". فالموقع الفلكي للأهرامات نجوم حزام مجموعة الجبار Orion، كما أن الأهرامات الثلاثة غير متشابهة مع أي أهرامات أخرى بنيت بعدها في العصور اللاحقة. كما أن عامل الوقت كان حاسماً في اعتماد بويفل على أدلته، فطرح تساؤلاً حول عامل الوقت، وكيف أنجز الإنسان هذه الأهرامات في هذا التوقيت وبهذه السرعة من دون إسهامات الفضائيين. دليل نظرية الفضائيين على الرغم من اعتماد الكاتب على أدلة قد تبدو علمية، فقد استند بقوة على دليل آخر في نظريته وهو طريقة تسجيل الملك الفرعوني، أمنحتب الثالث، رؤية الكائنات الفضائية، ووجود شيء أو علامة بيضاوية الشكل في أحد النصوص المنحوتة في قبر أمنحتب الثالث. ويرى كثيرون أن الشكل عبارة عن طبق طائر، وأن المصريين القدماء أشاروا في كتاباتهم إلى وجود أضواء آتية من الفضاء، ما عدّه الكاتب تأكيداً على أن الفضائيين كان لهم الحظ في بناء الأهرامات. دحض النظرية دحض العالم الفلكي الشهير، Ed Krupp بعض ما اعتمد عليه بوفيل في نظريته، خصوصاً بينما يتعلق بمسألة الطبق الطائر، وذلك في مقالته بعنوان Pyramid Marketing Schemes. ويرى كروب أن الشيئ البيضاوي الذي عثر في مقبرة أمنحتب الثالث، لم يكن طبقاً طائراً كما ادعى بويفل، بل كرات البرق، وهي إحدى الكوارث الطبيعية النادرة.

الهندسة المستحيلة

استند الكاتب جورج كونستابل في كتابه الشهير "mystic places" أو أماكن غامضة، ضمن سلسلة كتب life books ظهرت عام 1990، على التصميمات الهندسية للأهرامات. وخلص منها إلى استحالة تصميمها من قبل المصريين القدماء. ونشر تصميمين، شرحهما بأن الأول يشير إلى مكان بناء الهرم الأكبر، ومن خلال مد خطين من أقطاره نحو الشمال الشرقي، والشمال الغربي، نجد أن الخطين الناتجين يمثلان فرعي النيل. وفي التصميم الثاني شرح كونستابل حججه في شأن استحالة بناء الأهرامات من قبل المصريين، إذ نرى محاذاة الهرم مع القطب المغناطيسي بخط صغير جداً أقل من ربع درجة هندسية. علماً أن البوصلة لم تكن قد تم اختراعها أيام الفراعنة، وكذلك ممر دخول الهرم يشير إلى القطب الشمالي والدهليز الداخلي يشير إلى نجم الشعرة، على حد شرح النظرية الهندسية. واختتم كونستابل نظريته بأن المصريين القدماء دونوا كل عاداتم وتقاليدهم وحروبهم وكل حياتهم، لكنهم لم يسجلوا أي شيء عن بناء الأهرامات، فكيف يعقل ذلك؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard