شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
قائد جهود أمريكا لإنتاج لقاح كورونا... المغربي منصف السلاوي: السياسة لا تحكمني

قائد جهود أمريكا لإنتاج لقاح كورونا... المغربي منصف السلاوي: السياسة لا تحكمني

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 5 سبتمبر 202012:58 م

أصرّ الخبير البيولوجي ذو الأصول المغربية، منصف السلاوي، الذي يقود جهود الولايات المتحدة لإنتاج لقاح لفيروس كورونا على أنه "لن يتأثر بالضغوط السياسية" للإسراع في توفير "لقاح غير آمن أو غير فعال"، مشدداً على أنه سيستمر في مهمته بأسلوب علمي أو سيستقيل.

جاء ذلك في حوار أجرته معه مجلة "ساينس" العلمية الأمريكية بشأن عمله والتحديات التي تواجهه، والمخاوف المتزايدة من تأثير السياسة، وخاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، في عملية الموافقة على اللقاح.

أضاف السلاوي: "لست موظفاً فيدرالياً"، مؤكداً أنه وفريقه يعملان على "الحصول على لقاحات لمجموعات سكانية فرعية مختلفة"، ولافتاً إلى أن "الوباء يتطور".

هل من ضغوط سياسية؟ 

وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بوجود ضغوط سياسية من الإدارة الأمريكية عليه لسرعة إنجاز لقاح قبل الانتخابات الرئاسية، لدعم حظوظ الرئيس دونالد ترامب الذي نصّبه قائداً على جهود إنتاج اللقاح منتصف أيار/ مايو الماضي، قال السلاوي: "العلم هو ما يوجّهنا. وهو ما يركز عليه فريقنا ونحتكم إليه".

"لست موظفاً فيدرالياً"... الخبير البيولوجي المغربي منصف السلاوي الذي يقود جهود أمريكا لإنتاج لقاح لكورونا يهدد بالاستقالة في حال تدخل إدارة ترامب في عمله، ويتعهد إنجاز "لقاح آمن وفعال" حالما تنتهي التجارب لا حسب وعود ترامب

وتابع: "في نهاية المطاف، سيتم توفير الحقائق والبيانات لكل من يريد الإطلاع عليها وستكون شفافة. أنا واثق من أنه سيكون سيناريو مختلف تماماً (عن الذي يتخوف منه الأمريكيون)".

وبيّن الخبير البيولوجي أن تجارب المرحلة الثالثة تجرى حالياً مع 30000 شخص. وهو  عدد "أكبر بكثير من عدد اللقاحات التي جرت الموافقة عليها في الولايات المتحدة" سابقاً.

وأكمل: "إذا كان اللقاح فعالاً، فسيكون التوثيق وإثبات الفعالية بموجب القانون. لذلك، نعمل بجهد كبير على نظام دوائي نشط  للتثبّت من أنه فعال عند تقديم اللقاحات". 

وعن توقع الرئيس ترامب والمسؤولين في إدارته أن يكون اللقاح جاهزاً في تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلين، أوضح السلاوي: "بعيداً عن آرائي السياسية الشخصية، لا أعتقد أن هذا صحيح. لأن 1000 شخص يموتون كل يوم (بسبب كورونا)، وإذا جرى إثبات سلامة اللقاح وفعاليته في 25 تشرين الأول/ أكتوبر، فيجب طلبه في اليوم نفسه. وإذا كان جاهزاً في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، فينبغي أن يكون جاهزاً في ذلك التاريخ".

ونبّه إلى أن هذا الأمر "يجب أن يكون محمياً تماماً من السياسة"، مضيفاً: "لا أستطيع السيطرة على ما يقوله الناس. يقول الرئيس أشياء، وسيقول آخرون أشياء. صدقني، لن يكون هناك لقاح مرخص قانوناً إذا لم تثبت فعاليته وسلامته حقاً".

تشكيك في شفافيته

وبرغم سمعته العلمية الجيدة، هو الذي كان رئيساً سابقاً لقسم اللقاحات في شركة الأدوية العملاقة "غلاسكو سميث كلاين" وقاد تطوير خمسة لقاحات جديدة مهمة، أثيرت الشكوك حول السلاوي منذ أن عيّنه ترامب كبير مستشاري برنامج "عملية السرعة الفائقة". وهو برنامج بلغت تكلفته مليارات الدولارات لتطوير لقاح لـ"كوفيد-19" في وقت قياسي (أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي لاختبار ثمانية لقاحات مرشحة).

عقب التشكيك في شفافيته… العالم المغربي منصف السلاوي يؤكد: "لا أستطيع السيطرة على ما يقوله الناس. يقول ترامب أشياء، وسيقول آخرون أشياء. صدقني، لن يكون هناك لقاح مرخص قانوناً إذا لم تثبت فعاليته وسلامته حقاً"

وتتلخص الشكوك في أداء السلاوي، الذي تنقّل في دراسته بين فرنسا وبلجيكا وعمل أستاذاً في جامعة هارفارد ثم في جامعة تافتس ببوسطن، بـ"شبهة تضارب المصالح" إذ إنه لا يزال يحتفظ بمناصب حيوية أو يساهم في شركات أدوية عالمية تسعى بدورها إلى إنتاج لقاح لكورونا.

من أبرز هذه الشركات "مودرنا" التي كانت السباقة في إجراء  تجارب سريرية للقاحات كورونا. علماً أن لدى السلاوي أسهماً في شركة "غلاسكو سميث كلاين" البريطانية العالمية التي استقال من رئاسة قسم اللقاحات فيها لدى تولي منصبه الجديد.

يُذكر أن السلاوي، الذي يحتفظ بمنصب استشاري في جامعة حمد بن خليفة القطرية، شارك في تطوير لقاحات الوقاية من سرطان عنق الرحم والتهابات المعدة والأمعاء والملاريا. وساهم في اكتشاف 24 لقاحاً لفيروسات متطورة، بينها فيروس إيبولا. حصلت جميعها على موافقة إدارة الصحة والأغذية الأمريكية.

وكان قد تعاون مع شركة "فيرلي" التابعة لشركة "ألفا بيت" المملوكة لغوغل في ما يتعلق بإنتاج رقائق إلكترونية قابلة للزرع في الدماغ لعلاج الاضطرابات العصبية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard